للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليل، وتقدّم الشينى الأوّل داخلا على أنه يقصد الميناء، فصادف الشعاب فى الظلماء، فانكسر، وتبعه الشوانى واحدا فواحدا، ولم تعلم بما أصابه، فانكسروا فى دجى الليل جميعا، وأسرهم أهل قبرس، وكان ابن حسّون المقدّم قد أشار برأى، تطيّر الناس منه، وهى أن تطلى [الشوانى] (١) بالقار، ويعمل عليها الصلبان لتشتبه على الفرنج بشوانيهم، فيتمكن من موانيهم، فاقتضى تغيير شعارها بما أراد الله من انكسارها.

وورد كتاب صاحب قبرس إلى السلطان يخبر بأن شوانى مصر [٥٦٥] وصلت إلى قبرس، وكسرها الريح وأخذتها، وهى أحد عشر شينيا، فأمر [السلطان] (٢) بأن يكتب جوابه، فكتب إليه هذه المكاتبة:

إلى حضرة الملك أوك دلزنيال (٣)، جعله الله ممن يوفى الحق لأهله، ولا يفتخر بنصر إلا إذا أتى قيله أو بعده بخير منه أو مثله، نعلمه أن الله إذا أسعد إنسانا دفع عنه الكثير من قضائه باليسير، وأحسن له التدبير فيما جرت به المقادير، وقد كنت عرفتنا أن الهواء كسر عدة من شوانينا وصار بذلك يتيجح، وبه يقرح، ونحن الآن نبشره بفتح القرين، وأين البشارة بتملك القرين من البشارة بما كفى الله ملكنا من العين، وما العجب أن يفخر بالاستيلاء على حديد وخشب، الاستيلاء على الحصينة هو العجب، وقد قال وقلنا، وعلم الله إن


(١) [] إضافة للتوضيح - انظر الروض الزاهر ص ٣٨٧.
(٢) [] إضافة للتوضيح.
(٣) هو «هيودى لوزنبان (اوزجنان،، Hugh de lusignan (

<<  <  ج: ص:  >  >>