جمال الدين بن مطروح أبو الحسين يحيى (١) بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين ابن على بن حمزة بن إبراهيم بن الحسين بن مطروح، الملقب جمال الدين.
من أهل صعيد مصر، ونشأ هناك، وأقام بقوص مدة، وتقلبت به الأحوال فى الخدم والولايات، ثم انصل بخدمة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن السلطان الملك الكامل بن السلطان الملك العادل بن أيوب [٣٣٢]، وكان إذ ذاك نائبا عن أبيه الكامل بالديار المصرية، ولما اتسعت مملكة الكامل بالبلاد الشرقية، فصار له آمد وحصن كيفا وحرّان والرّها والرقة ورأس عين وسروج وما انضم إليها، سيّر إليها ولده الصالح المذكور نائبا عنه وذلك فى سنة تسع وعشرين وستمائة، فكان ابن مطروح المذكور معه، ولم يزل ينتقل فى البلاد إلى أن وصل الملك الصالح إلى مصر مالكا لها فى سنة سبع وثلاثين وستمائة، كما ذكرنا، ثم وصل ابن مطروح بعد ذلك إلى الديار المصرية فى أوائل سنة تسع وثلاثين وستمائة، فرتبّة السلطان ناظرا فى الخزانة، ولم يزل يتقرب منه ويحظى عنده إلى أن ملك الصالح دمشق فى الدفعة الثانية من سنة ثلاث وأربعين وستمائة، كما ذكرناه، ثم إن السلطان بعد ذلك رتب لدمشق نوابا، فكان ابن مطروح فى صورة وزير لها، ومضى إليها، وحسنت حاله، وارتفعت منزلته، ثم عزله الصالح لأمور نقمها عليه، وهو مواظب للخدمة مع إعراض الملك الصالح عنه.
ولما توفى الملك الصالح بالمنصورة، كما ذكرناه، وصل ابن مطروح إلى مصر، وأقام بها فى داره إلى أن مات ليلة الأربعاء مستهل شعبان سنة تسع وأربعين وستمائة بمصر، ودفن بسفح المقطم.
(١) وله أيضا ترجمة فى: نهاية الأرب ج ٢٧ ورقة ١٢٠، وفيات الأعيان ج ٦ ص ٢٥٤ رقم ٨١٠، العبر ج ٥ ص ٢٠٤ شذرات الذهب ج ٥ ص ٢٤٧، السلوك ج ١ ص ٣٨٢، ذيل مرآة الزمان ج ١ ص ١٩٧ - ٣٤٠، وورد ذكر وفاته سنة ٦٥٠ هـ فى البداية والنهاية ج ١٣ ص ١٨٢.