للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن خلكان: وحضرت الصلاة عليه ودفنه، وأوصى أن يكتب عند رأسه دو بيت نظمه فى مرضه وهو:

أصبحت بقعر حفرة مرتهنا … لا أملك من دنياى إلا الكفنا (١)

يا من وسعت عباده رحمته … من بعض عبادك المسيئين أنا

وكانت ولادته يوم الإثنين ثامن رجب سنة إثنتين وتسعين وخمسمائة بأسيوط، وهى بليدة بالصعيد الأعلى من ديار مصر.

وقال ابن خلكان: وكانت أدواته جميلة، وخلاله حميدة، جمع بين الفضل والمروءة والأخلاق الرضية، وكانت بينى وبينه مودّة أكيدة، ومكاتبات فى الغيبة، ومجالس فى الحضرة، تجرى فيها مذاكرات لطيفة، وله ديوان شعر.

أنشدنى [أكثره]. (٢)

وكان فى بعض [٣٣٤] أسفاره قد نزل فى طريقه بمسجد وهو مريض فقال:

يا ربّ إن عجز الطبيب فداونى … بلطيف صنعك واشفنى يا شافى

أنا من ضيوفك قد حسبت وإن من … شيم الكرام البرّ بالأضياف (٣)

وله أيضا:

يا من لبست عليه أثواب الضنى … صفراء (٤) موشّعة بحمر الأدمع

أدرك بقيّة مهجة لو لم تذب … أسفا عليك نفيتها عن أضلعى


(١) «كفنا» فى وفيات الأعيان ج‍ ٦ ص ٢٢٦.
(٢) [] إضافة من وفيات الأعيان ج‍ ٦ ص ٢٦٠.
(٣) انظر وفيات الأعيان ج‍ ٦ ص ٢٦١.
(٤) «صفرا» فى وفيات الأعيان ج‍ ٦ ص ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>