للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطاهرة، وضلّت بسببه طائفة كثيرة، ولا سيما أهل الروم، وقد ينقل عنهم من الإطراء فى حق جلال الدين المذكور ما يؤدّى إلى تكفيرهم وخروجهم عن الدين المحمدىّ والشرع الأحمدىّ.

ويقال: إنّ سبب عدول الجلال المذكور عن التصدّى بالإشتغال بالعلوم، وإنّ توجّهه إلى الحال التى تنقل عنه، أنه كان جالسا يوما فى بيته وحوله الكتب والطلبة، فدخل عليه الشيخ شمس الدين التبريزى، فسلّم وجلس فقال: ما هذا؟ وأشار إلى الكتب والحالة التى هو عليها، فقال جلال الدين: هذه لا تعرفها، فما فرغ الجلال من هذه اللفظة إلا والنار قد عملت فى البيت والكتب، فقال الجلال للتبريزى: ما هذا؟ فقال له التبريزى: هذا لا تعرفه، ثم قام وخرج من عنده: فقام الشيخ جلال الدين وخرج وراءه ولم يجده، ثم ترك كتبه واشتغاله وأولاده وخرج منقطعا، ولم يحصل له الاجتماع بالتبريزى المذكور بعد.

ويقال: إن حاشية جلال الدين قصدوه واغتالوه والله أعلم، مات الجلال فى خامس جمادى الآخرة من هذه السنة، أعنى سنة اثنتين وسبعين وستمائة بمدينة قونية، ودفن بها، وبنيت عليه تربة عظيمة، ولقد زرته فى سنة « ...... » (١) وثمانمائة.


(١) « ...... » بياض فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>