ولما تكررت رسل أبغا إلى البرواناه بأن يسير إليه اعتذر بأنّه مهتم فى جهاز ابنة السلطان ركن الدين التى من كرجى خاتون، وكان أبغا قد طلبها ليتزوجها، فأرسل إليه إن كنت قد خامرت حقا وإلا فتحضر.
فسار من قيسارية وتوجّه يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى، وجرّد جيش الروم إلى أبلستين، فخرجوا من قيسارية وتركوا بها السلطان غياث الدين كيخسرو ابن ركن الدين قليج أرسلان وهو ليس له إلاّ الإسم فقط، وحضر أمراء الروم إلى أبلستين فى هذه السنة، وكان وصولهم إليها فى شهر صفر من هذه السنة وهم:
تاج الدين كلو، وعلاء الدين على ولد معين الدين سليمان البرواناه، وشرف الدين مسعود بن الخطير، وضياء الدين محمود أخوه، ونور الدين بن جبجا، وسيف الدين طرنطاى صاحب أماسية، وسنان الدين الرومى ولده.
وبقى البرواناه ينتظر ما يتجدّد من جهة السلطان من أخبار وصوله إلى بلاد الروم ليعود إليه، ثم أرسل البرواناه يستدعى سيف الدين طرنطاى صاحب أماسية، فتوجّه إليه وقال له: أنت تعلم أننى لست أختار القدوم على أبغا ولا يسعنى التأخير إلا بسبب مانع عن السير، فإذا عدت من عندى تتفق مع الأمراء وتكون كتبكم متواترة إلىّ بأن الملك الظاهر قد قصد البلاد، وتحرّضونى على الرجعة، وتحثّونى على السرعة.
فعاد من عنده وتوجه البرواناه إلى نحو جهة قصده.
ولما رجع سيف الدين طرنطاى إلى قيساريّة رجع العسكر الذين كانوا بأبلستين إليها، ولم يتأخر منهم سوى سيف الدين أبو بكر جندر باك مقطع أبلستين،