للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معهم حيث ما ساروا، وإذا غزوا غزا معهم، فحضر من الغزاة إلى دمشق (١)»، فأراد على ما قيل اغتياله، فأحضره فى مجلس شرابه، فأمر الساقىّ أن يسقيه [٦٢٢] الكأس قمز كان ممزوجا فيما يقال بسمّ، فسقاه السّاقى ذلك الكأس، فأحسّ منه بالبأس، فخرج من المقام وعلقت به مخاليب الحمام، وغلط الساقى لإصابة المقدور، وملأ على أثره الكأس المذكور وأداره، والدائرات تدور، فوقع فى نوبة السلطان، فشربه ولم يشعر حتى أحسّ بالنيران، فكتم أمره عن الأطبّاء، وأخفى حاله عن الأحبّاء، ومكث أياما يشكو الليل والنهار من توقّد وهج النار، ثم اضطر إلى اطلاع الطبيب بعد استحكام دائه، طمعا فى دوائه، فلم ينجع العلاج، ولا نهضت قدرة الإساءة لإصلاح المزاج (٢).

وأما القاهر فإنه حمل إلى منزله وهو مغلوب، فمات من ليلته ليلة السبت خامس عشر المحرم من هذه السنة.

وتمرض السلطان بعده أياما حتى كانت وفاته يوم الخميس بعد صلاة الظهر السابع والعشرين (٣) من المحرم بالقصر الأبلق، فكان ذلك يوما عظيما على الأمراء.

وقال بيبرس فى تاريخه: توفى فى اليوم المذكور وقت الزوال، وحضر نائب السلطنة عز الدين أيدمر وكبار الأمراء والدولة، فصلوا عليه سرّا، وجعلوه فى تابوت، ورفعوه إلى القلعة فى بيت من بيوت البحرية إلى أن نقل إلى تربته تجاه


(١) «» ساقط من زبدة الفكرة فى هذا الموضع، ثم وردت بعض الجمل بعد ذلك مما أدى إلى اضطراب النص فى زبدة الفكرة.
(٢) انظر زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٨٧ أ، ب.
(٣) «فى ثامن عشرين المحرم» - الجوهر الثمين ص ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>