للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العادلية الكبيرة ليلة الجمعة خامس رجب من هذه السنة، وكتم موته فلم يعلم جمهور الناس به حتى كان العشر الأخير من ربيع الأول، وجاءت البيعة للملك السعيد من مصر، فحزن الناس عليه وترحموا، وكان يوما شديدا على الناس (١)، وجدّدت البيعة، وجاء تقليد النيابة مجدّدا لعز الدين أيدمر.

وقال بيبرس: فكتم الأمير بدر الدين بيلبك الخزندار نائبه موته عن العساكر، وأظهر أنه مستمرّ المرض، ورتب حضور الأطباء وعمل الأدوية والأشربة على العادة، وحمل جسده إلى قلعة دمشق، فبقى فيها مصبّرا إلى أن بنيت له التربة المذكورة (٢)، ثم إن الأمير بدر الدين الخزندار رحل بالعساكر المنصورة [والخزائن مصونة موفورة، والأطلاب مرتبة منتظمة (٣)] والمحفّة محمولة فى الموكب [محترمة] (٤) كأنّ السلطان فيها مريض ولا يجسر أحد يتفّوه [٦٢٣] بموته، [إلا أن الظنون ترجمت، والأفكار فى أمره تقسمت، وغلّب الناس أمر وفاته على مرضه وحياته، ولم تزل الحال مرتبة فى النزول والترحال إلى أن وصلوا إلى القاهرة المحروسة، وحصلت الخزائن، والبيوتات والخيول والاسطبلات فى قلعة الجبل] (٥) فأشيع مماته، وأظهرت للناس وفاته، واستقرّ ولده الملك السعيد مكانه (٦).


(١) لم يرد هذا النص فى نسخة زبدة الفكرة التى بين أيدينا، ولكن توجد بعض عبارات هذا النص فيما أورده ابن كثير - البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٧٥.
(٢) «المعروفة به بدمشق، فنقل إليها فيما بعد» - زبدة الفكرة.
(٣ و ٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٥) [] إضافة من زبدة الفكرة، ويوجد بدلا منها فى الأصل «فوصلوا إلى القاهرة».
(٦) «وجلس ولده السعيد» فى زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٨٧ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>