للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلمته، وانتشار مراسيمه فى هذه السنة، أعنى سنة خمسين وستمائة، أسندت سلطنته وظهورها التامّ إلى هذه السنة، أعنى سنة خمسين.

ثم لما استقلّ بذلك فى هذه السنة شرع فى تحصيل الأموال، واستخدام الرجال، واستوزر شخصا من نظار الدواوين يسمّى شرف الدين هبة (١) الله بن صاعد الفائزى، كان من القبط الكتّاب، ثم عدل عن أهل الكتاب، وأسلم فى الدولة الكاملية، وتقدّم فى المناصب الديوانيّة، فقرر أموالا على التجار وذوى اليسار وأرباب العقار، ورتّب مكوسا وضمانات وسماها حقوقا (٢) ومعاملات، واستقرّت وتزيّدت إلى يومنا هذا.

ثم فى هذه السنة أمرّ الملك المعزّ كبار مماليكه، ورتّب سيف الدين (٣) قطز نائب السلطنة، وكان أكبرهم وأقدمهم هجرة، وأعظمهم لديه أثرة، وقطع خبز حسام الدين بن أبى علىّ الهذبانى الذى كان نائبا بالديار المصريّة، ثم لما قطع الملك المعزّ خبزه طلب دستورا أن يروح إلى الشام، فأعطاه دستورا، فسافر إلى الملك الناصر يوسف وأعطاه إمرة خمسمائة فارس.

وفى هذه السنة تسلم (٤) المصريون الشوبك من نائب الملك المغيث فتح الدين عمر، ولم يبق بيده غير الكرك والبلقاء [٣٣٩] وبعض الغور.


(١) توفى سنة ٦٥٥ هـ‍/ ١٢٥٧ م - انظر ترجمته فيما يلى فى وفيات ٦٥٥ هـ‍.
(٢) «سماها الحقوق السلطانية والمعاملات الديوانية» فى السلوك ج‍ ١ ص ٣٨٤.
(٣) توفى سنة ٦٥٨ هـ‍/ ١٢٥٩ م، انظر ما يلى.
(٤) «تسلمت» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>