للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: ذكر بيبرس هذا فى السنة الماضية، أعنى فى سنة تسعة وأربعين وستمائة، وقال هناك: عزم الملك المعزّ أيبك على تزويج شجر الدر والاستقلال بالسلطنة وإبطال أمر الملك الأشرف من الملك، فأبطله وخلعه وأزاله ونزعه، ثم قال هاهنا: إن الاتفاق على سلطنته كان فى هذه السنة، أعنى سنة خمسين وستمائة (١).

ومع هذا ذكر هو وغيره أن [٣٣٨] الملك المعز أيبك إنما كانت سلطنته فى سنة ثمانية وأربعين وستمائة.

قلت: التوفيق فى هذا الكلام أنه تسلطن فى سنة ثمانية وأربعين وستمائة، ولكنه ما أقام إلا شيئا يسيرا جدّا، كما ذكرناه هناك، ولم يعتبروا هذه السلطنة حيث لم تمتد أيامها ولا ظهرت أحكامها، فكانت كسلطنة الأمير بيدرا عند قتله الملك الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاون (٢) عند الطرّانة (٣)، فإنه تسلطن وتلقب بالملك القاهر وأقام نصف نهار، ثم ضربت رقبته كما سيأتى بيانه إن شاء الله تعالى، ثم كان عزمه للسلطنة واستقلاله بها فى أواخر سنة تسعة وأربعين وستمائة، فلذلك ذكروا أن سلطنته كانت فى هذه السنة، أعنى سنة تسعة وأربعين وستمائة، ولكن لما وقع استقلاله التامّ بها، وظهوره بها، ونفاذ


(١) انظر أيضا الجوهر الثمين ص ٢٥٧.
(٢) وذلك فى المحرم سنة ٦٩٣ هـ‍/ ١٢٩٣ م - تذكرة النبيه ج‍ ١ ص ١٦٨، وانظر ترجمة بيدرا بن عبد الله المنصورى - المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ٤٩٣ رقم ٧٣٤.
(٣) الطرانة: من القرى المصرية القديمة بمركز كوم حمادة من أعمال البحيرة - التحفة السنبة ص ١٢٠، القاموس الجغرافى ق ٢ ج‍ ٢ ص ٣٣١ - ٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>