المواكب، ويقوم بتدبير البلاد والعباد، ويحسم مادّة الفساد والعناد، ويبنى الملك على الأساس والعماد.
قال الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم … ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
والبيت لا يبنى إلاّ بأعمدة … ولا عمادا إذا لم ترسّ أوتاد
فإن تجّمع أوتاد وأعمدة … فقد بلغوا الأمر الذى كادوا
فأقاموا الأمير عز الدين أيبك الجاشنكير الصالحىّ مدبّر الممالك مضافا اسمه إلى اسم الملك الأشرف موسى بن الملك المسعود المعروف بأطسز بن الملك الكامل ابن الملك العادل بن أيوب فى التواقيع والمناشير وسكة الدراهم والدنانير، فاستقر الأمر على ذلك.
ثم لما ظهرت (١) أطماع الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز بن الملك الظاهر ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب البلاد الحلبيّة والشاميّة، وتبع على ذلك الإرجاف بما تواتر من الأخبار بحركة التتار، ولا سيما دخول هلاون بلاد العراق، واستيلائهم على تلك الآفاق، ورأوا صغر سنّ الملك الأشرف، وعدم قيامه بواجب أمور المملكة، اجتمعت الآراء، واتفقت الأمراء على استقلال عز الدين أيبك التركمانى الجاشنكير بالسلطنة، واستقلاله بها على انفراده، فأقاموه على ذلك، وأزالوا عن الأشرف اسم السلطنة، وأسقطوا اسمه من السكة والخطبة.
قال بيبرس فى تاريخه: وذلك فى شهور هذه السنة، أعنى سنة خمسين وستمائة.