للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فاضلا، وله نظم حسن، ومن شعره:

اجعل لربّك ما تأتى وما تذر … تفز لديه بما لا تبلغ الفكر

وبادر الوقت بالخيرات مجتهدا … إن النفيس لخوف الفوت (١) يبتدر

ولا تضع لاهيا عمرا شرفت به … فالعمر عقد له ساعاته درر

لله كل الورى ملك فطاعته … أحقّ ما اكتسبته (٢) البدو والحضر

فى الله فى كل (٣) … شئ فائت عوض

إذا المعانى تحلّت غابت الصّور

ومن يدم شغله بالله كان له … سمعا وعينا كذاك الخبر والخبر

الملك القاهر بهاء الدين عبد الملك (٤) بن الملك الناصر داود بن الملك المعظم ابن الملك العادل بن أيوب.

توفى يوم السبت خامس عشر المحرم من هذه السنة مسقيّا كما ذكرنا عن أربع وستين سنة، وكان رجلا جيّدا، سليم الصدر كريم الأخلاق، ليّن الكلمة، كثير التواضع، يعانى ملابس العرب ومراكبهم، وهو معظم فى الدول، وكان كريما شجاعا مقداما، وكان يسكن البّر، وتزوج فى العرب، وأقام بينهم، يسير معهم حيث ساروا، وإذا غزوا غزا معهم، فحضر من الغزاء إلى دمشق، فشرب من كأس الظاهر الذى فيه حمامه كما ذكرنا.


(١) «الموت» فى تاريخ ابن الفرات.
(٢) «ما ادخرته» فى تاريخ ابن الفرات.
(٣) «عن كل» فى زبدة الفكرة، وتاريخ ابن الفرات.
(٤) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ١٧٧، البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٧٤، تاريخ ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>