للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفقات العساكر، فأنفق فيهم بحلب، ثم ساروا إلى سيس، وسار بدر الدين بيسرى إلى قلعة الروم، وكان القصد بتفريقهم التمكن من التدبير عليهم، فلما أبعدوهم إلى هذه الجهات وفرقوهم بحجة الغارات قرّروا مع الملك السعيد القبض عليهم عند عودهم، وأخذ إقطاعاتهم وموجودهم، وعيّنوا خبز كل واحد منهم لواحد منهم، هذا والأمير سيف الدين كوندك مطّلع عليهم، فلما اتفقت العودة من الغارة اجتمع الأمراء بالمرج ليدخلوا دمشق بالأطلاب والترتيب على العادة، فأرسل سيف الدين كوندك إلى الأميرين المذكورين وهما بدر الدين بيسرى وسيف الدين قلاون سرّا، فعرّفهما بما اتفقت الخاصكيّة عليه، وما (١) انتهى الحال إليه، فأسرّا ذلك فى أنفسهما، ثم خرج الأمير سيف الدين كوندك لتلقيهما، وأعلمهما الأمر مشافهة، فتحققا الخبر ولم يشكّا فيه، [٦٢٥] لعلمهما بانفعال السلطان وميله إلى آراء الصبيان (٢).

فأقاموا بالمرج ولم يدخلوا دمشق، وأرسلوا إلى الملك السعيد يقولون له:

إننا مقيمون بالمرج وإن سيف الدين كوندك شكى إلينا من لاجين الزينى شكاوى كثيرة، ولا بدّ لنا من الكشف عنها فيسيّره السلطان [إلينا] (٣) لنسمع كلام كل منهما وننصف بينهما.

فلم يعبأ بقولهم ولم يسيّر لاجين الزينى إليهم، وكتب إلى الأمراء الظاهريّة الذين معهم بأن يفارقوهم (٤) ويعبروا دمشق، فأرسل الكتب إليهم مع قاصد، فوقع به


(١) «وأما» فى الأصل، والتصحيح يتفق مع السياق.
(٢) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٩١ أ.
(٣) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٤) «بأن يفارقوا» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>