للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويأتون إلى الدهليز باتفاق بينهم وبين بعض الظاهرية الجوّانية (١)، فإذا قربوا من الدهليز يقطعون أطنابه (٢)، ويفعلون ما اتفقوا عليه، فإن ظفروا بإبل، وإلا ركبوا حميّة واحدة، وطلبوا جهة الأمير شمس الدين سنقر الأشقر.

فنقل الخبر إلى السلطان، فسيّر إلى طرقات الشام بأن تحفظ عليهم المسالك من غير أن يعلموا، ورتب حول الدهليز جماعة من البحريّة الصالحيّة، واتفق مع الأمراء الكبار (٣) على التحرز إلى أن يحصل الدخول إلى دمشق والتمكن منهم وفعل [٦٦٧] ما يجب فعله.

ثم رحل السلطان من الروحاء ونزل اللّجون، فجاءه الخبر بأنّهم أحسّوا بتيقظه، وكان بينه وبينهم نهر الشريعة، ومتى قطعت لا يلحق هاربهم ولا يدركهم طالبهم، وربّما توجه بعضهم إلى الكرك، وبعضهم إلى سنقر الأشقر، فركب من اللجون طالبا حمراء (٤) بيسان، وساق بينهم يومه ذلك يطارحهم الحديث، ويلاطفهم ويخادعهم إلى أن وصل الحمراء فلم يشعروا (٥) إلاّ وهم قبالة الدهليز، فرسم بأن ينزلوا ليشربوا سويقا، فإنه كان يوما شديد الحرّ، فنزلوا وشربوا السويق، فدعا كوندك، وأيدغمش الحكيمى، وبيبرس الرشيدى، وساطلمش السلحدار


(١) الجوانية: أى المماليك الجوانية، ويقصد بهم الخاصكية - أى خواص السلطان - المواعظ والإعتبار ج‍ ٢ ص ٢١٧.
(٢) طنب - أطناب: حبل طويل يشد به سرادق البيت - المنجد.
(٣) «الأكابر» فى زبدة الفكرة.
(٤) «حمراة» فى زبدة الفكرة.
(٥) «فلم يشعر» فى الأصل والتصحيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>