للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهرى وقال لهم: أنتم تعلمون أننى ما طلبت الملك ولا قصدته، ولا رغبت فيه، وإنما أنتم لما خامرتم على ابن أستاذكم وخرجتم إلىّ وأنا داخل من سيس، وأمسكتم ذيلى وقلتم: يطلب حبسك (١)، فسيّرت أشفع فيكم، فلم يقبل شفاعتى، فوافقت هواكم وسبلت روحى وأولادى ومالى لأجلكم، وعلم الله نيتى، فأعطانى ما أعطانى، فأحسنت إليكم وزدتكم، وبذلت لكم الأموال، وآخر الأمر تكاتبون الفرنج على قتلى؟ فقالوا: أخطأنا، وقد فعلنا كما بلغ السلطان عنا. فقال يا أمراء:

اعلموا بما أقروا به، وأمر بإمساكهم فى وسط الخيمة، فأمسكوا وسيروا إلى الخيم، فأمسك كلّ من كان موافقا لهم من البرانييّن (٢) والمماليك الجوانيين وكانوا ثلاثة وثلاثين [نفرا] (٣)، وخاف جماعة، فهربوا: فساق العسكر خلفهم، فأحضروا بعضهم من جبال بعلبك، وبعضهم من ناحية صرخد.

ولم يستقرّ السلطان بحمراء بيسان غير تلك الليلة وعبر الشريعة.

وأما كوندك، وأيدغمش الحكيمى، وبيبرس الرشيدى، وساطلمش الظاهرى، فإنهم أعدموا، وأما باقى الممسوكين اعتقلوا بقلعة دمشق، وهرب الأمير سيف الدين أيتمش السعدى، وسيف الدين بلبان الهارونى، وسيف الدين كراى


(١) «نطلب حسبك» فى زبدة الفكرة.
(٢) البرانيين: أى المماليك البرانية، أى الذين ليسوا من الخاصكية، ويطلق عليهم أيضا «الخرجية» - المواعظ والإعتبار ج‍ ٢ ص ٢١٧.
(٣) [] إضافة من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>