للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثمانون مملوكا، فأدخل الجميع فى بيت السلطان وتأمر منهم جماعة وكانوا يعرفون بالحساميّة.

ويقال: لما رسم السلطان للشجاعى بأن ينزل ويحتاط على بيت طرنطاى وموجوده، فنزل وهو فرحان بما ساعده الزمان، وناهيك من عدوّ أمكنه الظفر وحكّمه القضاء والقدر، فأظهر فى عدوه العبر، وأخذ صحبته شهود بيت المال، وأوقع الحوطة على سائر حواصله، وقبض على مماليكه، ورسم على مباشريه، وكتب الكتب لسائر البلاد بالحوطة على موجوده، وأخرج سائر خزائنه وخدامه وجواريه (١)، فأحضر لهم المعاصير (٢)، وجعل يقرّرهم على موجوده وأمواله، فصار الشجاعى ينزل كل يوم إلى بيت طرنطاى ويستعرض حاشيته ويعاقبهم، فأخرج ما ذكرنا من الأموال.

وذكر فى نزهة الناظر فى دولتى المنصور والناصر (٣):

كان السبب لمسك طرنطاى حقائد كانت فى النفوس كامنة، قدحتها زناد الاقتدار، وضغائن طويت أحشاؤها على غلل، فحين ملكت تملّكت لطلب الثأر، وقد تقدم ذكر ما كان طرنطاى عليه من الحرمة والتمكن من أستاذه ونفاذ أمره إلى وفاة المنصور، ولما تملك ابنه بعده أخذ فى التدبير عليه وعلى حاشيته، فطلب


(١) «وجواره» فى الأصل.
(٢) معصرة - معاصير: آلة للتعذيب، وتتكون المعصرة من خشبتين مربوطتين ببعضهما، يوضع بينهما وجه المعاقب، أو رأسه، أو رجلاه» أو عقباه، ثم تشد الخشبتان شدا وثيقا، وكثيرا ما يؤدى ذلك إلى كسر العظم المعصور بين الخشبتين - السلوك ج‍ ١ ص ٧٤٠ هامش (٣).
(٣) نشر جزء من هذا الكتاب بعنوان «نزهة الناظر فى سيرة الملك الناصر»، تأليف موسى بن محمد بن يحيى اليوسفى ت ٧٥٩ هـ‍/ ١٣٥٨ م، تحقيق ودراسة الدكتور أحمد حطيط - عالم الكتب - بيروت ١٩٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>