للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بعد ذلك استمر ابن جماعة يخطب بالقلعة عند السلطان بعد الجمعة التى خطب فيها الخليفة.

وفيها: توهم السلطان من ولدى الملك الظاهر، وهما: الملك المسعود نجم الدين خضر، والملك العادل بدر الدين سلامش أوهاما أخطرت بباله إبعادهما عن البلاد الإسلامية وإخراجهما من الديار المصرية، فأخرجهما ومعهما والدتهما إلى الإسكندرية (١) صحبة الأمير عز الدين أيبك الموصلى أستاذ الدار السلطانية، فسفرهما فى البحر الملح إلى مدينة القسطنطينية، فلما وصلا إليها أحسن إليهما الأشكرى، وأمر بإنزالهما، وأجرى عليهما ما يقوم بهما.

فأما بدر الدين سلامش فأدركته الوفاة فمات هناك، (٢) فصبرته والدته وصيرته فى تابوت إلى أن اتفقت عودتها، فأعادته إلى ديار مصر ودفنته بها على ما سنذكره إن شاء الله. (٣) وهذا سلامش قد تملك الديار المصرية مدة كما ذكرنا (٤).

وفيها: أفرج السلطان عن الملك العزيز فخر الدين عثمان بن الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل أبى بكر بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر ابن أيوب، كان والده صاحب الكرك، وكان الملك العزيز قد اعتقل فى الدولة الظاهرية فى الرابع عشر من ربيع الأول من سنة تسع وستين وستمائة، فكانت مدة اعتقاله عشرين سنة وتسعة أشهر واثنين وعشرين يوما، ولما أفرج عنه


(١) «اسكندرية» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة التى ينقل عنها العينى هذا الخبر.
(٢) سنة ٦٩٠ هـ‍ - انظر ما يلى.
(٣) زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ١٧٥ أ.
(٤) ولى سلامش السلطنة «فكانت مدته مائة يوم».
انظر ما سبق بالجزء الثانى من هذا الكتاب ص ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>