للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفى فى هذه السنة، وذلك أنه لما سار إلى غزو بلاد الكرك - كما ذكرنا - وسار نوغيه إليه، وقضيا منها الوطر، وعاد كل منهما إلى مقامه ومشتاه، سلك نوغيه الطريق المستسهل، فوصل بعسكره سالما، وسلك تلابغا السبل المستصعبة، فهلك أكثر من معه جوعا وبردا وضياعا على ما شرحناه، فتمكنت العداوة (١) بينه وبينه، وساءت فيه ظنونه، وأزمع الإيقاع به، واتفق على ذلك مع من حوله من بطانته وأولاد منكوتمر المنحازين إلى فئته. وكان نوغيه شيخا مجربا، وبممارسة المكائد مدربا، فنمى إليه ما هم به تلابغا فيه، وأنه جمع له العساكر، ثم أرسل يستدعيه موهما أنه يحتاجه لمشورة يحضرها عنده (٢).

فراسل نوغيه والدة تلابغا، وقال لها: إن ابنك هذا ملك شاب، وأنا أشتهى أنصحه وأعرفه مصالح تعود على ترتيب قواعده، [وتقرير مصادره وموارده (٣)]، ولا يسعنى أن أبديها له إلا فى خلوة، بحيث لا يطلع عليه سواه، وأشتهى أن (٤) القاه فى نفر يسير، [ولا يكون حوله أحد من العساكر التى جمعها إليه (٥)]، فمالت المرأة إلى مقالته (٦)، وانخدعت لرسالته، فأشارت على ولدها بموافقته، [وثنت عزمه عن مفاسدته (٧)]، ففرق تلابغا العسكر الذى كان قد جمعه، وأرسل إلى نوغيه ليحضر إليه.


(١) «فتحكمت الشحناء» فى زبدة الفكرة.
(٢) «لمشور يحضره ورأى يحضره» - فى زبدة الفكرة.
(٣) [] إضافة من زبدة الفكرة حيث ينقل العينى نص بيبرس الدوادار.
(٤) «أن» ساقط من زبدة الفكرة.
(٥) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٦) «لمقالته» فى زبدة الفكرة.
(٧) [] إضافة من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>