(٢) لم أجد ما أشار إليه ناظر الجيش في شرح الجمل لابن الضائع وذلك لأنه قد ضاع منه كثير. وقد وجدته في التذييل والتكميل (٢/ ٣٧٧) وسألخصه: قال أبو حيان: وقال الأستاذ أبو الحسن بن الضائع قول ابن الطراوة فاسد واعتراضه على المتنبي فاسد لأن قوله ثياب كريم فيه نعت للممدوح بالكرم وإذا كان الاسمان معرفتين فلك أن تجعل أيهما شئت الاسم والآخر الخبر ولا بد في البيت من رفع الهبات ونصب الصوان ولو خالفت ذلك انعكس المراد لأن مراده أن الهبات للثياب تقوم مقام الصوان. وكما رد ابن عصفور وابن الضائع مذهب ابن الطراوة واعتراضه على المتنبي كذلك فعل الصفار في شرحه لكتاب سيبويه. يقول عن مذهب ابن الطراوة: وهذا المذهب في غاية التخلف لأنه إنما كان ذلك فيما أورده لأن الاسمين متغايران، والعرب إذا قالت: زيد زهير فالأول كذلك مشبه بالثاني وإذا قالت: زهير زيد فالأول كذلك مشبه بالثاني فهنا إذا قلبت انعكس المراد، فالعقوبة غير العزلة، فالذي يقدمها يكون معهما مخالفا لمعنى التأخير وكان قوله: فكان مضلي من هديت جعل الشخص الواحد ذا الصفتين بمنزلة شخصين يحصل له هذا. وأما كان الهبات صوانها فحسن جدّا لأنه جعل نفس الهبة هو الصوان لا غير فأيهما قدمت فهو على -