كان أبو بكر يقول في قولهم: ما كان أحسن زيدا: إن كان ملغى لا فاعل له، وقال قائل من متقدمي أهل العربية: إن في كان ضميرا وأحسن زيدا في موضع خبره، وليس يخلو كان من أن يكون على أحد هذين الوجهين والدليل على أن الوجه الثاني لا يجوز أن فعل التعجب على أفعل دون فعل. وشيء آخر من أجله لا يجوز أن يكون كان إلا ملغى وهو أن فعل التعجب إنما يتعدى إلى الأسماء فتنتصب به نحو ما أحسن زيدا، ولم يقع شيء منه موقع المفرد جملة فيكون في موضع نصب، فكذلك لا يجوز أن يكون أحسن زيدا في قولك: ما كان أحسن زيدا في موضع نصب. (٢) القائل هو ابن عصفور وانظر شرح الجمل له (١/ ٣٩٨) (تحقيق الشغار). (٣) هذا آخر كلام ابن عصفور. (٤) شرح التسهيل (١/ ٣٦١). (٥) انظر التذييل والتكميل (٤/ ٢١٥) والهمع (١/ ١٢٠). (٦) البيت من بحر الوافر من قصيدة طويلة للفرزدق يمدح فيها هشام بن عبد الملك وقد بدأها بالغزل الذي استغرق ثلث أبياتها الخمسة والستين (انظر ديوان الفرزدق: ١/ ٢٩٠). وبيت الشاهد ثالث أبياتها، وبعده: -