للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أراد لئن كان الشيب مغريا سلمى بالصد فقدم سلمى وهو منصوب بخبر كان على اسمها ولا سبيل إلى ضمير الشأن لظهور النصب في الخبر فسلم الدليل ولم يوجد لمخالفته سبيل.

ويشهد لصحة ما ذهب إليه الكوفيون في هذه المسألة قول الشاعر:

٧٨٢ - باتت فؤادي ذات الخال سالبة ... فالعيش إن حمّ لي عيش من العجب (١)

أراد باتت ذات الخال سالبة لفؤادي لكنه جعل سالبة حالا من ذات الخال والعامل فيها باتت قال: فقدم منصوب الحال على مرفوع عاملها وهو شبيه بما منعه البصريون من تقديم منصوب كان على مرفوعها» انتهى (٢).

والظاهر أن باتت فؤادي من البين لا باتت التي هي أخت كان لجعله سالبة حالا.

وكنت قبل ذلك أظن أن الشعر إنما هو باتت أخت كان وأن سالبة خبرها لكن جعل المصنف سالبة حالا يوجب أن يكون باتت بالنون من البين فليتأمل ذلك.

ثم ها هنا مباحث:

الأول:

[٢/ ٤٨] قول المصنف: من معمول خبرها يشمل كل ما ينتصب بالخبر من مفعول به ومفعول من أجله وحال وغير ذلك كما تعطيه عبارته ولا يستثنى من ذلك إلا الظرف وشبهه كما عرفت. -


- والبيت ينصر به ابن مالك مذهب الكوفيين ويقويه في جواز إيلاء معمول خبر كان لكان حيث إن سلمى مفعول لمغريا الواقع خبرا لكان، والشيب اسمهما ولا يصح هنا أن يقال: إن اسم كان ضمير الشأن وذلك لظهور النصب في الخبر.
وخرج البصريون ذلك على الضرورة. وخرجه أبو حيان تخريجا ثالثا فقال: إن سلمى ليس معمول الخبر وإنما هو منادى بنداء محذوف، ورده ناظر الجيش انظر ذلك في الصفحات القادمة من التحقيق.
والبيت في التذييل والتكميل (٤/ ٢٤١) وفي معجم الشواهد (ص ٣٤٠).
(١) البيت من بحر البسيط لشاعر مجهول وهو في الغزل. وصاحبه يذكر أن معشوقته سلبت فؤاده فهو يعيش بلا فؤاد ومن يعيش كذلك فعيشه عجيب.
وشاهده: كالذي قبله وفيه كلام كثير في الشرح في أماكن مختلفة فانظره هناك.
والبيت في التذييل والتكميل (٤/ ٢٤١) وفي معجم الشواهد (ص ٦٢).
(٢) نسخة شرح التسهيل اليتيمة بدار الكتب لابن مالك لا يوجد فيها هذا النقل والأمر هو ما ذكره الشارح أولا ووجد في نسخة أخرى من الشرح للمصنف ... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>