(٢) البيت من بحر الطويل مجهول القائل وهو في الشجاعة والفخر بالقوم. اللغة: خذّل: جمع خاذل وهو من يتأخر عن نصرتك حين تطلبه. فهم هم: أي هم الكاملون في الشجاعة والشهامة. المعنى: يقول: ليس قومي بالضعفاء حتى أخضع للأعداء وأذل لهم ولكنهم شجعان مجيبون عند النداء والنجدة. الشاهد فيه قوله: «ما خذّل قومي»؛ حيث أهملت ما ولم تعمل ليس وذلك لتقدم الخبر على الاسم. وهذا رأي الجمهور. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٧٠)، وفي التذييل والتكميل (٤/ ٢٥٦)، وفي معجم الشواهد (ص ٣٤٠). (٣) البيت من بحر الطويل وهو مطلع قصيدة لمزاحم العقيلي كما في كتاب سيبويه (١/ ٧٢). المعنى: يصف الشاعر أنه اجتمع بمحبوته في الحج ثم فقدها فجعل يسأل عنها فقيل له: تفقدها لدى النازلين بمنى فقال: إنه لا يعرف كل من وافي منى حتى يسأل عنها وذلك لأنه لا يسأل إلا من يعرفها ويعرفه وبعده: فوجدي بها وجد المضلّ بعيره ... بمكّة لم تعطف عليه العواطف الشاهد فيه قوله: «وما كل من وافى منى أنا عارف»، حيث أهملت ما النافية العاملة عمل ليس لأن معمول الخبر وهو قوله كل قد تقدم على الاسم وليس ظرفا ولا جارّا ومجرورا وإنما هو مفعول به منصوب. وروي البيت يرفع كل فتكون اسما لما وجملة أنا عارف في محل نصب خبرها. قال سيبويه بعد أن حكى رواية الرفع: «لزم اللّغة الحجازيّة فرفع كأنّه قال: ليس عبد الله أنا عارف فأضمر الهاء في عارف» (الكتاب: ١/ ٧٢). كما يجوز في رواية الرفع أن تكون ما تميمية مهملة. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٧٠) وفي التذييل والتكميل (٤/ ٢٥٩) وفي معجم الشواهد (ص ٢٣٧).