(٢) سورة ص: ٣. وقد ورد في الآية عدة قراءات: قراءة الجمهور: بنصب النون خبر لات العاملة عمل ليس واسمها محذوف والتقدير: ولات الحين حين مناص أي قرار، قال أبو حيان: (البحر المحيط: ٧/ ٣٨٣) «وعلى قول الأخفش يكون حين بالنصب اسم لات على أنها عاملة عمل إن والخبر محذوف أو حين مفعول به لفعل محذوف: أي ولات أرى حين مناص». قال أبو حيان: «ولات حين بضم التاء ورفع النون قراءة أبي السمال فعلى قول سيبويه حين اسم لا والخبر محذوف وعلى قول الأخفش مبتدأ والخبر محذوف وقرأ عيسى بكسر التاء وجر النون». ووجهها الفراء (معاني القرآن: ٢/ ٣٩٧): «بأنّ من العرب من يجرّ بلات وأنشد (من الخفيف): طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن ليس حين بقاء وانظر هذه القراءات وتوجيهها في مغني اللبيب (١/ ٢٥٤). (٣) البيت من بحر الخفيف وهو في الوعظ والنصح، قال الشيخ محيي الدين عبد الحميد (شرح الأشموني: ٢/ ٥٣٢): لم أقف لهذا البيت بعد بحث طويل على نسبة إلى قائل معينّ ولا عثرت له على سابق أو لاحق. ومعناه: أن الموت يعرض فجأة للإنسان فيطلبه وهو غافل عنه وحين يأتي فلا بد من إجابته ولا إباء هناك ولا امتناع. والشاهد فيه قوله: «ولات حين إباء» حيث عملت لا عمل ليس وحذف اسمها وبقي الخبر. كما استشهد به النحاة في باب الحال مرة أخرى على جواز تقديم الحال على صاحبها المجرور في قوله: غافلا تعرض المنية للمرء. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٧٧) وفي التذييل والتكميل (٤/ ٢٩٢). وفي معجم الشواهد (ص ٢٥). (٤) شرح الكافية الشافية لابن مالك (١/ ٤٤٢) تحقيق د/ عبد المنعم هريدي وهو بنصه كما هنا، وفي لات يقول ابن مالك في نظم الكافية: واسما للات الحين محذوفا جعل ... ونصب حين خبرا بعد نقل وقد يرى المحذوف بعد خبرا ... والثّابت اسما حيث مرفوعا جرى (٥) سورة ص: ٣.