للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والساري الأول: البرق، ومن حذف الخبر لدليل قوله تعالى:

فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (١) فحذف الخبر وهو «يمسح» وترك مصدره دليلا عليه، وحق الاسم في هذا الباب أن يكون معرفة أو مقاربا لها كما يحق ذلك لاسم «كان» (٢).

وقد يرد نكرة مختصة: كقول الشاعر:

٨٨٤ - عسى فرج يأتي به الله إنّه ... له كلّ يوم في خليقته أمر (٣)

وقد يسند «أوشك» و «عسى» و «اخلولق» إلى «أن يفعل» فيغني عن الخبر كقوله تعالى: وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (٤)، فلو وقعت «عسى» و «أن يفعل» خبر اسم قبلها، فللمتكلم بذلك أن يضمر في «عسى» ضميرا هو اسمها أو فاعلها ويحكم على موضع «أن يفعل» بالنصب، وله أن يجرد «عسى» من الضمير، ويحكم على موضع «أن يفعل» بالرفع مستغنى به عن زائد، كما استغنى به بعد حسب عن مفعول ثان، وأوشك واخلولق مثل «عسى» في هذين الاستعمالين، فيقال: الزيدان أوشكا أن يفعلا، وأوشك أن يفعلا، والعمران اخلولقا أن يفوزا، واخلولق أن يفوزا. أشار إلى ذلك في الثلاثة سيبويه (٥) رحمه الله تعالى.

وإن أسندت «عسى» إلى ضمير متكلم أو مخاطب أو إناث غائبات جاز كسر «سينها» وفتحها والفتح أشهر، ولذلك قرأ به ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، والكوفيون، ولم يقرأ بالكسر إلا نافع (٦). انتهى كلام المصنف. -


- والشاهد فيه قوله: أو قد كاد حيث حذف خبر كاد لدلالة ما قبله عليه.
(١) سورة ص: ٣٣.
(٢) ينظر الهمع (١/ ١٣١).
(٣) البيت من الطويل لمحمد بن إسماعيل وهو في التذييل (٤/ ٣٥٤)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٠٦)، وتعليق الفرائد (١٠٤٢)، والصاحبي (٢٣٧)، وابن عقيل (١/ ١٢٥)، وشرح شواهده (ص ٦٥)، والشذور (٣٣٢)، والعيني (٢/ ٢١٤)، والهمع (١/ ١٣١)، والدرر (١/ ١٠٩).
والشاهد قوله: «عسى فرج يأتي به الله» حيث جاء اسم «عسى» نكرة مختصة.
(٤) سورة البقرة: ٢١٦.
(٥) ينظر الكتاب (٣/ ١٥٨)، واللمع لابن جني (٢٢٥ - ٢٢٦)، وشرح الألفية للمرادي (١/ ٣٣٢، ٣٣٣)، وابن الناظم (٦١).
(٦) الآية التي قرأها نافع بكسر السين في «عسى» هي قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ينظر ابن -

<<  <  ج: ص:  >  >>