للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وسبيل إعمال هذه الأحرف اختصاصها بمشابهة «كان» الناقصة في لزوم المبتدأ والخبر والاستغناء بهما (١):

فاللزوم مخرج لما يدخل عليها وعلى غيرها كألا وأما الاستفتاحيتين، والاستغناء بهما مخرج للو لا ولو ما

والامتناعيتين، ولإذا الفجائية فإنهن يشبهن «كان» في لزوم المبتدأ والخبر ويفارقنها بافتقار «لولا» و «لو ما» إلى الجواب وافتقار إذا إلى كلام سابق (٢) وضمّ أكثر النحويين إلى المشابهة [٢/ ٩١] من الوجه المذكور المشابهة بسكون الوسط وفتح الآخر (٣)، والصحيح عدم اعتبار ذلك؛ إذ لو كان سكون الوسط معتبرا لم يعتد «بلكن» لأن وسطها متحرك ولو كان فتح الآخر معتبرا لزم إبطال عمل «إن» و «أنّ» و «كأنّ» عند التخفيف. وزاد الزجاجي في المشابهة المعتبرة: الاتصال بالضمائر المنصوبة (٤) وهذا عجيب فإن الضمائر المنصوبة لم تتصل بهذه الأحرف إلا بعد استحقاق العمل فصح أن المعتبر من المشابهة ما اقتصرت على ذكره من لزوم المبتدأ والخبر والاستغناء بهما إلا أن هذه الأحرف لما كانت فروع «كان» في عمل الرفع والنصب قدم معهن عمل النصب على عمل الرفع تنبيها على الفرعية لأن الأصل تقديم الرفع (٥).

ولم يحتج إلى ذلك في «ما» المحمولة على «ليس» لأن فرعيتها ثابتة بيّنة الثبوت بعدم اتفاق العرب على إعمالها وبطلان عملها عند نقض النفي بإلا أو تقديم الخبر أو وجود «إن» فاستغنت عن جعل عملها عكس عمل كان (٦).

وقيل: لما كان معنى كل واحد من هذه الأحرف لا يتحقق حصوله إلا في الأخبار تنزلت منهن منزلة العمد من الأفعال فأعطيت إعراب الفاعل وهو الرفع، -


(١) ينظر الهمع (١/ ١٣٤)، وشرح الجمل الصغير لابن عصفور (٦٠ خ) بدار الكتب، وفيه: «رفعت أحد الاسمين ونصبت الآخر لأنها - يعني إن وأخواتها - أشبهت من الأفعال ما يطلب الاسمين وما كان طالبا لاسمين من الأفعال يرفع أحدهما وينصب الآخر فلذلك رفعت هذه الحروف أحد الاسمين ونصبت الآخر». اه. وينظر التصريح (١/ ٢١١).
(٢) ينظر حاشية الصبان (١/ ٢٧٠).
(٣) ينظر شرح الألفية لابن الناظم (٦٢)، وشرح الجمل الكبرى لابن هشام (٥٢).
(٤) الجمل للزجاجي (٦٥)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٢٣) ط. العراق. وشرح الجمل الكبرى لابن هشام الأنصاري (ص ٥٢).
(٥) ينظر الإنصاف (١/ ١٧٨ - ١٧٩)، والتصريح (١/ ٢١١)، ووصف المباني (١١٨ - ١١٩).
(٦) ينظر حاشية الصبان (١/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>