للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٩٩١ - أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك ... وإن مالك كانت كرام المعادن (١)

وكقول الآخر:

٩٩٢ - إن وجدت الكريم يمنع أحيا ... نا وما إن بذا يعدّ بخيلا (٢)

ويلزم ترك اللام إن أمن اللبس وكان في الموضع اللائق بها نفي كقول الشاعر:

٩٩٣ - أما إن علمت الله ليس بغافل ... فهان اصطباري إن بليت بظالم (٣)

ومذهب الكوفيين أن «إن» المشار إليها لا عمل لها ولا هي مخففة من «إنّ» بل هي النافية، واللام بعدها بمعنى «إلّا». ويجعلون النصب في وَإِنَّ كُلًّا (٤) بفعل يفسره «ليوفينهم» أو «بليوفينهم» نفسه (٥)، وبه قال الفراء (٦). وكلا القولين على أصولهم محكوم بمنعه في هذا المحل أو بضعفه لأنهم يوافقون البصريين في أنّ ما بعد «إلا» لا يعمل فيما قبلها ولا يفسر عاملا فيما قبلها. ولذلك قال الفراء في كتاب المعاني: وأما الذين خففوا «إنّ» فإنهم نصبوا «كلّا» بليوفينهم وهو وجه لا أشتهيه [٢/ ١٢١]، لأن اللام لا يقع الفعل الذي بعده على شيء قبله، فلو رفعت «كلّا» لصلح ذلك كما يصلح (إن زيد لقائم)، ولا يصلح أن تقول: -


(١) البيت من الطويل وهو في شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٣٤)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٤١)، وتعليق الفرائد (١١٢٥)، وشواهد التوضيح (٥١)، والكافية الشافية (١/ ٥٠٩)، وعمدة الحافظ (١٤٠)، والجنى الداني (١٣٤)، وابن الناظم (٦٨)، وابن عقيل (١/ ١٣٨)، وشرح المكودي (٦١)، وشرح الألفية للمرادي (١/ ٣٥٢)، والتصريح (١/ ٢٣١)، والأشموني (١/ ٢٨٩)، والهمع (١/ ١٤١)، والدرر (١/ ١١٨).
اللغة: أباة: جمع أبيّ، أي: رافض. والضيم: الذل. آل مالك: قبيلته.
والشاهد: عدم وجود اللام مع «إن» المخففة لأن المقام لا يصلح للنفي فلا ليس بينها وبين النافية.
(٢) البيت من بحر الخفيف لقائل مجهول.
الشاهد فيه: كالذي قبله وهو في شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٣٤) ولم أهتد إليه في غيره.
(٣) البيت في شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٣٤).
والشاهد فيه: ترك اللام مع «إن» المخففة لأمن اللبس.
(٤) يعني في قوله تعالى: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ [هود: ١١١].
(٥) ينظر الإنصاف (١/ ١٩٥ - ١٩٦)، والمغني (١/ ٣٧)، والهمع (١/ ١٤٢)، والتصريح (١/ ٢٣٢)، والأزهرية (٥٠).
(٦) ينظر معاني القرآن للفراء (٢/ ٢٨ - ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>