للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وما بعد ذلك لا ينتصب بما قبلها لو قلت: «إنك قتلت لمسلما» لم يجز. فعلم بهذا أن التي بعد المخففة غير التي بعد المشددة. هذا حاصل قول أبي علي في البغداديات (١)، وهو مخالف لقول أبي الحسن الأخفش في كتاب المسائل الكبير، فإنه نص فيه على أن اللام الواقعة بعد المخففة هي الواقعة بعد المشددة (٢)، وهو الصحيح عندي.

والجواب عن شبهة أبي علي أن يقال: إنما جاز أن يكون مصحوب ما بعد المخففة معمولا لما قبلها من الأفعال، لأن الفعل بعد المخففة في موضع الخبر الذي كان يلي المشددة فكان لما بعده ما كان لما بعد تاليها لأن من قال:

٩٩٥ - إن قتلت لمسلما

بمنزلة من قال: إن قتلك لمسلم، وإن شئت أن تقول: لما بطل عمل «إن» بالتخفيف وقصد بقاؤها توكيدا على وجه لا ليس فيه استحقت ما يميزها من النافية، فكان الأولى بذلك اللام التي كانت تصحبها حال التشديد، فسلك بها مع التخفيف ما كان لها مع التشديد من التأخر في اللفظ والتقدم في النية، فلم يمنع إعمال ما قبلها فيما بعدها، كما لم يمنع مع التشديد لأن النية بها التقديم وربما تقدم عليها التأخير.

وإذا أولت العرب «إن» المخففة فعلا لم يكن في [٢/ ١٢٢] الغالب إلا فعلا -


- وهو في شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٣٦)، والكافية الشافية (١/ ٥٠٤)، والبغداديات (ص ٧٨)، وشرح عمدة الحافظ (١٣٨)، وابن الناظم (٦٨)، والتذييل (٢/ ٧٥٢)، والمصنف (٣/ ١٢٧)، والمحتسب (٢/ ٢٥٥)، وابن يعيش (٨/ ٧١، ٧٢)، والتوطئة (٢٠٦)، والمقرب (١/ ١١٢)، والإنصاف (٢/ ٦٤١)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٤٢)، وشرح الألفية (١/ ٣٥٣)، والإنصاف (٢/ ٦٤١)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٤٢)، وشرح الألفية للمرادي (١/ ٣٥٣)، والمغني (١/ ٢٤)، والخزانة (٤/ ٣٤٨)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٣٨) ط. العراق، والعيني (٢/ ٢٧٨)، والتصريح (١/ ٢٣١)، والأشموني (١/ ٢٩٠)، والهمع (١/ ١٤٢)، والدرر (١/ ١١٩).
ويروى أيضا: «ثكلتك امك) و (شلت يمينك) مكان (هبلتك أمك)
والشاهد قوله: (إن قتلت لمسلما) حيث أولى إن فعلا غير ناسخ وأدخل اللام على مفعوله.
(١) المسائل البغداديات للفارسي (٧٦ - ٧٧)، رسالة بكلية اللغة العربية، والمسائل البغداديات للفارسي (٥٢، ٧٠)، رسالة بجامعة عين شمس و (ص ١٧٨) من المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات تحقيق صلاح الدين السنكاوي.
(٢) ينظر التذييل (٢/ ٧٤٣)، والارتشاف (٥٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>