كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب السابع عشر باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر الداخل عليهما كان والممتنع دخولها عليهما لاشتمال المبتدأ على استفهام - [الإلغاء وأحكامه في أفعال هذا الباب] - ج: 3 - ص: 1490

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

نحو: ظننت زيد قائم وبتقليل قبحه بعد معمول الخبر نحو: متى ظننت زيد قائم، وفي درجته الإلغاء في نحو: زيد أظن أبوه قائم (١)، وأجاز سيبويه أن يقال أظن زيد قائم على تقدير أظن لزيد قائم، على التعليق بلام الابتداء مقدرة (٢)، وعلى ذلك حمل قول الشاعر:

١١٣٣ - وإخال إنّي لاحق مستتبع (٣)

بالكسر على تقدير إنّي للاحق، ويجوز أن يحمل ما جاء من هذا على تقدير ضمير الشأن مفعولا أولا وما بعده في موضع المفعول الثاني فيكون هذا نظير قول بعض العرب «إنّ بك زيد مأخوذ» على تقدير إنه بك زيد مأخوذ (٤) ومما ينبغي أن يحمل على هذا قول كعب بن زهير رحم الله تعالى كعبا.

١١٣٤ - أرجو وآمل أن تدنو مودّتها ... وما إخال لدينا منك تنويل (٥)

-

---

(١) ينظر: الكتاب (١/ ١٢٤)، وشرح المفصل لابن يعيش (٧/ ٨٦)، وشرح الكافية للرضي (٢/ ٢٨٠).
(٢) ينظر الكتاب (٣/ ١٥١).
(٣) عجز بيت من الكامل لأبي ذؤيب الهذلي: وصدره:
فغبرت بعدهم بعيش ناصب
وهو في المنصف لابن جني (١/ ٣٢٢)، والتذييل (٢/ ١٠٠٠)، والمغني (١/ ٢٣١)، وشرح شواهده (١/ ٢٦٢)، (٢/ ٦٠٤)، والتصريح (١/ ٢٥٨)، والهمع (١/ ١٥٣)، والدرر (١/ ١٣٦)، والمفضليات (٤٢١)، وديوان الهذليين (١/ ٢)، ويروى البيت أيضا برواية «لبثت»، بقيت مكان «فغبرت».
والشاهد قوله: (وإخال إني لاحق) حيث علق «إخال» بلام ابتداء مقدرة، ولذلك كسرت «إنّ» بعده.
(٤) ينظر الكتاب (٢/ ١٣٤)، والهمع (١/ ١٥٣)، وشرح ابن عقيل بحاشية الخضري (١/ ١٥٢)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٧٧)، وشرح الكافية للرضي (٢/ ٢٨٠)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣١٥) ط العراق، وأوضح المسالك (١/ ١٢٤).
(٥) البيت من البسيط وهو في التذييل (٢/ ٩٩٢)، وشرح عمدة الحافظ (ص ١٥٠)، والبهجة المرضية (ص ٤٣)، والخزانة (٤/ ٧)، والعيني (٢/ ٤١٢)، وشرح الكافية للرضي (٢/ ٢٨٠)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٧٧)، وأوضح المسالك (١/ ١٢٣)، وشرح ابن عقيل (١/ ١٥٢)، وشرح شواهده (ص ٩٤)، والتصريح (١/ ٢٥٨)، والهمع (١/ ١٥٣)، والدرر (١/ ٣١)، والأشموني (٢/ ٢٩)، وشواهد النحو في حماسة أبي تمام (ص ٢٩١)، وديوانه (ص ٩)، برواية «تعجيل مكان تنويل».
والشاهد قوله: (وما إخال لدينا منك تنويل) حيث ألغي «إخال» لأنها لم تتصدر الكلام بل جاءت معترضة بين «ما» والجملة بعدها.