للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

على ذلك (١).

الرابع:

يستثنى من قولهم: اسمية الصدر فعلية العجز مسألة لا يستوي فيها الأمران، وإنما يرجح فيها الرفع، وقد ذكرها سيبويه، وهي: ما أحسن زيدا، لو أتي بعده بجملة، وقيل: وزيد ضربته، وقد علل ذلك بأن فعل التعجب جار مجرى الأسماء؛ ولذا صغر فبعد عن الاحتمال (٢).

الخامس (٣):

لم يطبقوا في هذه المسألة على استواء الأمرين، بل منهم من ذهب إلى ترجيح الرفع، ونسب إلى أبي علي، ومنهم من ذهب إلى ترجيح النصب، وهو رأي بعض متأخري المغاربة (٤)، والمذهب المشهور المتصور هو الذي ذكره المصنف (٥)، وهو مذهب سيبويه (٦)، وهذا إذا كان في الجملة المعطوفة ضمير يعود على المبتدأ الذي في الجملة الأولى، نحو: هند ضربتها، وزيد كلمته في دارها، أما إذا لم يوجد فيها ضمير عائد على المبتدأ المذكور، نحو: زيد ضربته وعمرو أكرمته، فقيل لا يجوز العطف على الجملة الصغرى، أي: لا ينصب الاسم الذي يلي العاطف بإضمار فعل؛ لأنه يلزم من ذلك عطف الفعل المقدر على الفعل الذي هو -


(١) نص الأشموني في تنبيهاته على ذلك في (٢/ ٧٩)، فقال: «الثاني: لترجيح النصب أسباب أخرى لم يذكرها هاهنا، أحدها: أن يقع اسم الاشتغال بعد شبيه بالعطف على الجملة الفعلية نحو:
أكرمت القوم حتى زيدا أكرمته، وما قام بكر لكن عمرا ضربته». اه.
وفي الكتاب (١/ ٩٦): «ومما يختار فيه النصب الأول ويكون الحرف الذي بين الأول والآخر بمنزلة «الواو والفاء وثم» قولك: لقيت القوم كلهم حتى عبد الله لقيته، وضربت القوم حتى زيدا ضربت إياه، وأتيت القوم أجمعين حتى زيدا مررت به، ومررت بالقوم، حتى زيدا مررت به. فـ «حتى» تجري مجرى «الواو وثم» اه.
(٢) ينظر: الكتاب (١/ ٩٦)، وشرح السيرافي للكتاب (٢/ ٥١٥) رسالة بكلية اللغة العربية.
(٣) نقص في (أ).
(٤) ينظر: التذييل (٣/ ٣٥)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣٦٦، ٣٦٧)، والمقرب (١/ ٨٩)، والتصريح (١/ ٣٠٤)، وشرح الألفية للمرادي (٢/ ٤٤).
(٥) أي: استواء الأمرين.
(٦) ينظر: الكتاب (١/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>