للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ضعيف مردود [١/ ٣٧] فلا نطول بذكره (١).

وأشار المصنف بقوله: ولو نفي بلا خلافا لمن خصّها بالمستقبل إلى أن المضارع وإن اقترن بلا النافية باق على صلاحيته للحال والاستقبال، ولا يتعين الحكم باستقباله وهذا مذهب الأخفش والمبرد (٢).

قال المصنف: وهو لازم لسيبويه وغيره من القدماء لإجماعهم على صحة قول القائل: قاموا لا يكون زيدا، بمعنى إلا زيدا، ومعلوم أن المستثني (٣) منشئ للاستثناء، والإنشاء لا بد من مقارنة معناه للفظه، ولا يكون هنا استثناء فمعناه مقارن للفظه؛ فلو كان النفي بلا مخلصا لاستقبال المضارع لم تستعمل العرب لا يكون في الاستثناء لمباينته الاستقبال.

ومثل هذا الإجماع إجماعهم على إيقاع المضارع المنفي بلا في مواضع تنافي الاستقبال، نحو: أتظنّ ذلك كائنا أم لا تظنّه، وأتحبه أم لا تحبّه، وما لك لا تقبل، وأراك لا تبالي، وما شأنك لا توافق، ومثل ذلك في القرآن كثير، كقوله تعالى:

وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ (٤)، لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ (٥)، وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً (٦)، ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ (٧)، ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ (٨)، وَما لِيَ لا أَعْبُدُ (٩). -


(١) أما دليله في أن الاستقبال حقيقة في المضارع، فلأن أصل أحوال الفعل أن يكون منتظرا ثم حالا ثم ماضيا، فالمستقبل أسبق فهو أحق بالمثال.
وأما رد الدليل فهو أنه لا يلزم من سبق المعنى سبق المثال. (التذييل والتكميل: ١/ ٨٦، الهمع: ١/ ٧).
(٢) انظر المقتضب: (١/ ٤٧، ٢/ ٣٣٥) بتحقيق الشيخ عضيمة (طبعة المجلس الأعلى).
والأخفش: هو سعيد بن مسعدة أبو الحسن أوسط الأخافشة الثلاثة المشهورين، قرأ النحو على سيبويه وانتصر لسيبويه من الكساء في
المناظرة التي راح سيبويه ضحيتها. وهو إمام الطبقة الخامسة البصرية، وعلم من أعلام النحو المشهورين، توفي سنة (٢٢١ هـ) على أصح الآراء.
مصنفاته: أشهر كتاب له هو معاني القرآن وهو مطبوع في مجلدين، وكتبت في الأخفش وآرائه كتب منها رسالة في جامعة القاهرة وكتاب طبع في بغداد تحت عنوان «منهج الأخفش الأوسط في الدراسات النحوية».
انظر ترجمته في بغية الوعاة (١/ ٥٩٠)، الأعلام (٣/ ١٥٥). وقد سبق ترجمة المبرد قبل ذلك.
(٣) المستثني: اسم فاعل من استثنى.
(٤) سورة المائدة: ٨٤.
(٥) سورة التوبة: ٩٢.
(٦) سورة النحل: ٧٨.
(٧) سورة نوح: ١٣.
(٨) سورة النمل: ٢٠.
(٩) سورة يس: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>