للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وكذا الانصراف أيضا، ولهذا كان المتصرف المنصرف منها هو الكثير (١)، وقد أشار المصنف إلى كونه الكثير بقوله: (لأنه على الأصل).

وحاصل الأمر: أن الأصل في الظروف التصرف؛ لأنها أسماء، فسبيلها أن تجري مجرى الأسماء وتدخل عليها العوامل التي تدخل على الأسماء، وما وجد منها غير متصرف يسأل عن عدم تصرفه، وكذا [٢/ ٤٠٨] الأصل فيها الانصراف؛ لأنه الأصل في الأسماء، وقال بعض النحاة (٢): إن الأصل في الظروف أن تكون غير متصرفة، وأن تلزم طريقة واحدة. ولا معول على هذا القول، ويكفي فيه أنه قول مخالف لقول الجمهور، وإذ قد تقرر هذا فنقول:

الكلمات التي ذكر أنها لا تنصرف: سحر وبعيدات بين وضحى وضحوة، وبكر وسحير وصباح ومساء، ونهار وليل وعتمة وعشاء وعشية، وذا صباح وذا مرة.

أما سحر فقد عرف من كلام المصنف اشتراط أمرين في عدم تصرفه وهما: أن يكون مجردا من الإضافة والألف واللام، وأن يقصد به سحر معين من ليلة معينة، وسواء أذكرت الليلة أم لم تذكر نحو: جئتك سحر وأنت تريد ذلك من يوم بعينه.

وكذا سواء أعرّفت اليوم أم نكّرته نحو: جئت يوما سحر، ذكر (٣) ذلك الشيخ رحمه الله تعالى (٤).

فعلم من ذلك أنه لم يقصد به معين بأن كان نكرة تصرف كقوله تعالى:

نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٥) وأنه إن كان مضافا أو بالألف واللام تصرف أيضا مع كونه معينا نحو: كان ذلك يوم الخميس السحر، أو يوم الجمعة سحره، قال الشيخ:

ومن أحكام سحر أنه إذا ذكر قبله اليوم لا ينتصب ظرفا إلا إذا انتصب اليوم ظرفا، فلو كان اليوم فاعلا أو مفعولا به لم ينتصب سحر على الظرف، بل يكون بدلا من اليوم، فيلزمه الضمير أو «أل» نحو: كرهت يوم كذا سحره، أو السحر منه، ولو -


(١) ينظر: شرح عمدة الحافظ (٢/ ٤١٤) تحقيق عدنان الدوري (العراق - بغداد) والتوطئة (ص ٢١٠) تحقيق د/ يوسف المطوع، فقد ذكر الشلوبين أن عدم التصرف في ظرف الزمان مأخذه السماع، وكذا الانصراف في بعض الظروف.
(٢) ينظر: شرح الكافية للرضي (١/ ١٨٨).
(٣) ينظر: نتائج الفكر (ص ٣٧٥).
(٤) ينظر: التذييل (٣/ ٢٨٤).
(٥) سورة القمر: ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>