للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأول:

إن قول المصنف: إلا أن يضاف إليها زمان أو تقع مفعولا بها؛ ينافي قوله قبل ذلك: إنها لازمة الظرفية؛ لأن ما لزم شيئا، لا ينفك عنه، وإلا فليس بلازم، فكان الأولى أن يقول: «غالبة الظرفية» [٢/ ٤١٨] أو يقول: وأكثر استعمالها ظرفا، ونحو ذلك.

الثاني:

أن لقائل أن يقول: إن إضافة الزمان إليها لا يخرجها عن الظرفية؛ وذلك لأن إضافة الزمان إليها كلّا إضافة؛ لأنها

باقية على دلالتها لم يتغير بالإضافة لها معنى، وكأنّ الزمان المضاف إليها إنما هو مضاف إلى الجملة الواقعة بعد «إذ». وإذا كان كذلك فمثل هذه الإضافة لا تخرج الكلمة عن الظرفية، وأما وقوعها مفعولا بها فليس أمرا مجمعا عليه (١)، وما استدل به المصنف على مفعوليتها وهو قوله تعالى:

وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ (٢) محتمل أن يكون المفعول فيه غيرها، وتكون «إذ» باقية على ظرفيتها، التقدير: واذكروا حالكم إذ أنتم أو واذكروا فضل الله عليكم إذ أنتم، وكذا يكون التقدير في نظائر هذه الآية الشريفة كقوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ (٣)، وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ (٤)، وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ (٥)، وقول من قال من المعربين: إن العامل «اذكر» مقدر مع كون «إذ» ظرفا ظاهر الفساد (٦)، وكذا يكون التقدير في قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي -


(١) وقوع «إذ» مفعولا بها هو مذهب الأخفش والزجاج وجماعة من المعربين، وقد خالفهم في ذلك أبو حيان حيث قال: والذي أذهب إليه أن استعمال «إذ» مفعولا بها لا يجوز، إذ لا يوجد من كلامهم نحو: أحببت إذ قدم زيد ولا كرهت إذ قدم، وإنما ذكروا ذلك مع «اذكر» لما اعتاص عليهم ما ورد من ذلك في القرآن. اه، التذييل (٣/ ٣٠٩). وينظر: معاني القرآن للأخفش (ص ٦٩)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج: (١/ ١٠٠، ١١٢).
وكأن ناظر الجيش يوافق أبا حيان في هذه المسألة.
(٢) سورة الأنفال: ٢٦.
(٣) سورة البقرة: ٣٠.
(٤) سورة البقرة: ٣٤.
(٥) سورة البقرة: ٥٠.
(٦) في معاني القرآن للزجاج (١/ ٤٠٣): «وقال غير أبي عبيدة منهم أبو الحسن الأخفش وأبو العباس محمد بن يزيد: المعنى اذكروا إذ قالت امرأة عمران، والمعنى - والله أعلم - غير ما ذهبت إليه هذه الجماعة، -

<<  <  ج: ص:  >  >>