. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وبقوله أقول؛ لأن طلب «إذا» للفعل ليس كطلب «إن» بل طلبها له كطلب ما هو بالفعل أولى ممّا لا عمل له فيه كهمزة الاستفهام، فكما لا يلزم فاعلية الاسم بعد الهمزة، لا يلزم بعد «إذا». ولذلك أجاز أن يقال: إذا الرجل في المسجد فظن به خيرا، ومنه قول الشاعر:
١٥٣٢ - إذا باهليّ تحته حنظليّة ... له ولد منها فذاك المذرّع (١)
فجعل بعد الاسم الذي ولي «إذا» ظرفا، واستغنى عن الفعل. ولا يفعل ذلك بما هو مختص بالفعل، ومما يدل على صحة مذهب الأخفش قول الشاعر:
١٥٣٣ - فأمهله حتّى إذا أن كأنّه ... معاطى يد فى لجّة الماء غامر (٢)
فأولى «إذا» «أن» الزائدة، وبعدها جملة اسمية، ولا يفعل ذلك بما هو مختص بالفعل، وأنشد ابن جني لضيغم الأسدي: -
١٥٣٤ - إذا هو لم يخفني في ابن عمي ... وإن لم ألقه الرّجل الظّلوم (٣)
وقال: في هذا دليل على جواز ارتفاع الاسم بعد «إذا» الزمانية بالابتداء؛ لأن هو ضمير الأمر والشأن، وضمير الشأن لا يرتفع بفعل يفسره ما بعده (٤). قلت: -
(١) البيت من الطويل وهو للفرزدق، وهو في شرح المصنف، وتعليق الفرائد (ص ١٧٥٤)، والتذييل (٣/ ٣٢٩)، والمغني (١/ ٩٣)، وشرح شواهده (١/ ٢٧٠)، والعيني (٣/ ٤١٤)، والتصريح (٢/ ٤٠)، والدرر (١/ ١٧٤)، والأشموني: (٢/ ٢٥٨)، وديوان الفرزدق (ص ٥١٤).
اللغة: الباهلي: منسوب إلى باهلة، وهي قبيلة من قيس عيلان. الحنظلية: منسوب إلى حنظلة، وهي أكرم قبيلة من تميم. المذرع: الذي أمه
أشرف من أبيه.
والشاهد فيه: جواز مجيء المبتدأ بعد «إذا» على رأي الأخفش.
وقيل: هو مرفوع على إضمار «كان» وقيل: «حنظلية» فاعل باستقر محذوفا وباهلي فاعل بمحذوف يفسره العامل في حنظلية، ورد بأن فيه حذف المفسر ومفسره جميعا.
(٢) البيت من الطويل، وهو لأوس بن حجر، وهو في شرح التسهيل للمصنف، والتذييل (٣/ ٣٣٠)، والمغني (١/ ٣٤)، وشرح شواهده (١/ ١١٢)، والتصريح (٢/ ٢٣٣)، والهمع (٢/ ١٨)، والدرر (٢/ ١٢)، وديوان أوس بن حجر (ص ٧١).
والشاهد فيه: مجيء الجملة الاسمية بعد «إذا» و «أن» زائدة بينهما، وهذا عند الأخفش.
(٣) البيت من الوافر، وهو في الخصائص (١/ ١٠٤)، وشرح التسهيل للمصنف (٢/ ٢١٣)، والتذييل (٣/ ٣٣٠، ٣٣١)، وحاشية يس (٢/ ٤١)، واللسان «ظلم».
والشاهد فيه: جواز ارتفاع الاسم بعد «إذا» الزمانية بالابتداء.
(٤) الخصائص: (١/ ١٠٤) بالمعنى.