للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

للتكثير، كما أنّ (ربّ) للتقليل (١) ثم إنّك قد عرفت أنّ المصنف ذكر أنّ (كم) في حالتيها (٢) تقع في خمسة

مواضع من محالّ الإعراب، فتكون مبتدأة، ومفعولا بها، ومضافا إليها، وظرفا، ومصدرا، وتقدمت الأمثلة لذلك. غير أنّ الشيخ تعرض لذكر أمور يقتضي الحال إيرادها:

منها: أنّه قال: إذا كانت مبتدأة، فالأحسن في خبرها أن يكون فعلا، واسما نكرة، نحو قولك: كم رجل قام؟ وكم رجل ذاهب؟ وكم رجال قاموا؟ وكم رجال ذاهبون؟ ويقبح أن يكون خبرها اسما معرفة، نحو: كم رجال قومك؟

وكم غلمان غلمانك؟، يريد قوما معهودين، أو غلمانا معهودين (٣)، وكذلك لا يحسن أن يخبر عنها بالظرف، ولا بالمجرور؛ لأنّ في ذلك ضربا من التخصيص، ألا ترى أنّ قولك: كم غلمان لك؟ معناه معنى قولك: كم غلمان غلمانك؟

سواء بسواء فضعف لذلك (٤).

وقد يحذف الخبر إذا دلّ عليه دليل، كقوله:

١٩٧٢ - وكم مالئ عينيه من شيء غيره ... إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمى (٥)

-


(١) في التذييل والتكميل (٤/ ٣٨١): «وقيل: حملت - يعني كم - على (ربّ) في البناء؛ لأن (ربّ) للتقليل و (كم) للتكثير، والشيء يحمل على نقيضه كما يحمل على نظيره». اه.
(٢) يعني الاستفهام والخبر.
(٣) في التذييل والتكميل (٤/ ٣٨٤): «فإن لم ترد ذلك بل أردت أن تقول: كم رجال هم قومك؟
وكم غلمان هم غلمانك؟ جاز ذلك». اه.
(٤) في المرجع السابق الصفحة نفسها: «ومما يبين لك أنّ الأحسن في خبرها أن يكون مبهما أنه لا يجوز الإخبار عنها بالمؤقت، لو قلت: كم رجل عشرون، وكم امرأة ثلاثون، لم يسغ ذلك؛ لأنّ الإخبار عنها بالمؤقت ينافي ما وضعت له من الإبهام». اه.
وفي الهمع (٢/ ٧٥): «فيقبح الإخبار عنها بمعرفة وظرف، ويمنع بمؤقت». اه.
(٥) البيت من الطويل، قائله الشاعر المشهور عمر بن أبي ربيعة المخزومي في بنت مروان بن الحكم، وكانت قد حجت، وباقي القصة في الحلل.
ينظر: الشعر والشعراء (٢/ ٥٥٧)، والبيت في ديوانه (ص ٨) طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب برواية:
ومن مالئ عينيه من شيء غيره ... ...
ولا شاهد هنا على هذه الرواية. ورواية سيبويه (١/ ١٦٥)، والأعلم (١/ ٨٣)، والأغاني (١/ ٦٢)، (٨/ ٥٣)، كرواية الديوان، ويروى (البيض)
بالرفع وهو المشهور، ويروى (البيض) بالخفض على -

<<  <  ج: ص:  >  >>