للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وحمل ابن السّراج، وأبو عليّ مثل هذا على البدل، وأبيا النعت، ولا حجة لهما (١). وحكى الأخفش: أنّ ناسا من

العرب يرفعون بـ (نعم) النكرة مفردة ومضافة (٢)، فإلى هذا أشرت بقولي: وقد ينكر مفردا أو مضافا (٣)، فيقال على هذا: نعم امرأ زيد، ونعم صاحب قوم عمرو، ومنه قول الشّاعر:

٢٠٠٠ - بئس قرينا بفن هالك ... أمّ عبيد وأبو مالك (٤)

ومن ورود الفاعل نكرة، غير مضافة قول الشّاعر:

٢٠٠١ - أتحسبني شغفت بغير سلمى ... وسلمى بي متيّمة تهيم

وسلمى أكمل الثقلين حسنا ... وفي أثوابها قمر وريم

نياف القرط غرّاء الثنايا ... ورئد للنّساء، ونعم نيم (٥)

-


(١) في الأصول لابن السراج (١/ ٧٦): «ولا يجوز توكيد المرفوع بـ (نعم)، قالوا: وقد جاء في الشعر منسوبا لزهير:
نعم الفتى المرّي أنت ...
وهذا يجوز أن يكون بدلا غير نعت، فكأنه قال: نعم المري أنت». اه.
ويراجع مذهب ابن السراج أيضا في: منهج السالك لأبي حيان (ص ٣٩٢)، والتذييل والتكميل (٤/ ٤٨٤)، ومغني اللبيب بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد (ص ٥٨٧).
(٢) في التذييل والتكميل (٤/ ٤٨٨) رسالة: «فأما رفعهما النكرة المفردة، وما أضيف إلى نكرة فأجاز ذلك الكوفيون والأخفش وابن السراج ومنعه عامة النحويين إلا في الضرورة».
وينظر أيضا: منهج السالك (٣٩١، ٣٩٢) وشرح المرادي (١٨٤ / أ)، والدرر (٢/ ٦١٣)، والخزانة (٩/ ٤١٦).
(٣) شرح التسهيل (٣/ ١٠).
(٤) البيت من السريع، ولم أهتد إلى قائله.
اللغة: بفن: الشيخ الكبير، هالك: صفة له، أم عبيد: الفلاة، والمفازة، وقيل: الأرض الخالية أو ما أخطأها المطر، وأبو مالك: كناية عن الجوع الكبير.
والشاهد في البيت: «بئس قرينا بفن»؛ فقد وقع فاعل بئس - في الشعر - نكرة مضافة إلى نكرة».
ينظر الشاهد في منهج السالك (ص ٣٩١)، وأمالي القالي (٢/ ١٨٣)، والهمع (٢/ ٨٦)، والدرر (٢/ ٦٦٣).
(٥) هذه الأبيات من الوافر وقائلها تأبط شرّا، ثابت بن جابر بن سفيان، كما في اللسان مادة «فوم».
تنظر ترجمة تأبط شرّا في الشعر والشعراء (١/ ٣١٨).
اللغة: ريم: ولد الظبية، ويكنى به عن طويلة العنق، القرط: - بضم القاف وسكون الراء - ما يعلق في الأذن من الحلي، ونياف القرط: بعيدة مهواه ويكنى به عن طويلة العنق، غراء الثنايا: وهي الأسنان التي -

<<  <  ج: ص:  >  >>