للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقد يكون قبل مخصوص (حبّذا) أو بعده تمييز مطابق أو حال: فأمّا التمييز فكثير متفق على استعماله مطابقا للمخصوص، فيما له من إفراد وتذكير، وفروعهما، كقولك: حبّذا رجلا الحارث، و: حبّذا غلامين ابناك و: حبّذا رجالا الزيدون، و: حبّذا امرأة هند، و: حبّذا جاريتين ابنتاهما، و: حبّذا نسوة الفواطم، فهذه أمثلة تقديم التمييز على المخصوص، فإذا قدّم عليه المخصوص وأخّر في كلّ واحد من الأمثلة المذكورة فهو سهل يسير، واستعماله كثير، إلّا أنّ الأوّل أولى وأكثر (١).

فمن تقديم التمييز على المخصوص قول الشّاعر:

٢٠٥٢ - ألا حبّذا قوما سليم فإنّهم ... وفوا إذ تواصوا بالإعانة والنّصر (٢)

ومن تأخير التمييز على المخصوص قول رجل من طيئ:

٢٠٥٣ - حبّذا الصّبر شيمة لامرئ ... رام مباراة مولع بالمعالي (٣)

وقد يقع موقع هذا التمييز حال كقولك: حبّذا زيد مقصودا وقاصدا، ولا حبّذا عمرو صادرا ولا واردا، ومنه قول الشاعر:

٢٠٥٤ - يا حبّذا المال مبذولا بلا سرف ... في أوجه البرّ إسرارا وإعلانا (٤)

-


(١) ينظر: شرح المصنف (٣/ ٢٧).
(٢) هذا البيت من الطويل ولم ينسب لقائل معين، وروي «الصبر» بدل «النصر».
والشاهد في البيت: قوله: «حبذا قوما سليم»، قال في الدرر: «استشهد به على أنه يجوز أن يكون قبل المخصوص نكرة، منصوبة مطابقة و (قوما) في البيت منصوب على التمييز. وكان حقه أن يتأخر عن سليم والكوفيون يجيزون ذلك، ووافقهم المازني والمبرد وابن مالك، وأما البصريون فذلك عندهم ضرورة». اه.
ينظر الشاهد في: شرح المصنف (٣/ ٢٨)، والتذييل والتكميل (٤/ ٥٨٣)، والهمع (٢/ ٨٩)، والدرر (٢/ ١١٧).
(٣) هذا البيت من الخفيف، وقائله رجل من طيئ لم يبين اسمه.
والشاهد في البيت: قوله: «حبذا الصبر شيمة» استشهد به على مجيء (شيمة) منصوبا على التمييز بعد المخصوص، وهذا التمييز نكرة مطابقة لهذا المخصوص.
ينظر الشاهد في شرح المصنف (٣/ ٢٨)، والتذييل والتكميل (٤/ ٥٨٤)، وشرح التصريح (٢/ ١٠٠)، والهمع (٢/ ٨٩)، والدرر (٢/ ١١٧).
(٤) البيت من البسيط، ولم ينسب لقائل معين.
والشاهد فيه: قوله: «يا حبذا المال مبذولا»؛ فقد جاء الحال من مخصوص (حبذا).
ينظر الشاهد في: شرح المصنف (٣/ ٢٨)، والتذييل والتكميل (٤/ ٥٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>