للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الوجه الثّاني: قال (١) وهو الذي انفصل به شيخنا أبو زكريا ابن ذي النّون (٢) عما ألزم به أبو عليّ أنّ حذف الاقتصار وإنما يمتنع حيث لا يذكر المفعول الثاني أما إذا كان الكلام قد اشتمل على المفعولين معا وإن لم يذكر الثاني على أنه مفعول بذلك الفعل فإنّه يجوز كقولهم: ظننت أنّ زيدا منطلق؛ لمّا اشتمل الكلام على ذكر المفعولين معا وإن لم يكن لظننت إلا مفعول واحد هنا جاز، فكذلك مسألتنا قد اشتمل الكلام فيها على ذكر المفعولين معا وكذلك في الاشتغال، إذا قلت: أزيدا ظننته منطلقا فلا يحتاج هنا إلى تقدير مفعول ثان لظننت المحذوفة؛ لأنّ المفعول

الثّاني قد ذكر مع المفسر (٣). انتهى.

قال الشيخ في الوجه الأول: هذا الوجه هو إحالة لصورة المسألة؛ لأنّ الخلاف إنما وقع في اسم الفاعل الماضي المضاف إلى المفعول الأول والجائي بعده المفعول الثاني منصوبا فهل ينسب العمل في الثاني إليه أو إلى فعل محذوف فلم يقع الخلاف [٣/ ١٤٣] في هذا التركيب إلّا على هذا التقدير، وأما إجازته على أنه اسم فاعل من قولهم: ظننت بزيد، (أي: جعلته محلّ ظنّي ولا يتعدّى ذلك إلى مفعولين) (٤)؛ فليس المتنازع فيه، بل تخريج هذا التركيب على هذا التأويل هو اعتراف بصحّة الإلزام فنقلت:

قال: وأما الوجه الثاني، الذي انفصل به أبو زكريّا فقد تقدمه إلى مثله الأستاذ أبو جعفر أحمد بن أبي الحسن بن الباذش نقلت من خطه ما يدلّ على أنّ (سكنا) من قوله تعالى: وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً (٥) منصوب بإضمار فعل، على ما ذهب إليه أبو عليّ (٦) في قولهم: عبد الله أظنّه ذاهبا، ولولا قياس إحدى الجملتين بالأخرى ما جاز أن تقول: أظنّ عبد الله؛ لأنّ الاقتصار لا يجوز، ولكنّ الحذف لدلالة المفعول في الجملة الثانية (٧). انتهى ما نقله الشيخ. -


(١) أي: قال أبو الحسن بن الضائع.
(٢) الشيخ أبو زكريا بن ذي النون، أستاذ ابن الضائع.
وفي بغية الوعاة (١/ ٢٣٤) ومعجم المؤلفين (١١/ ٢٥٦) هو محمد بن محمد بن عيسى بن علي بن ذي النون الأنصاري المالقي أبو عبد الله النحوي وقد ورد ذكره ورأيه في منهج السالك (ص ٣٢٩).
(٣) لمراجعة هذا التوجيه الثاني ينظر: منهج السالك (ص ٣٢٩)، والتذييل والتكميل (٤/ ٨١٤)، وشرح التسهيل للمرادي (١٩٨ / ب).
(٤) ما بين القوسين تتميم من التذييل والتكميل (٤/ ٨١٣).
(٥) سورة الأنعام: ٩٦.
(٦) ينظر: الإفصاح (١/ ١٤٣ - ١٤٤) وقد ذكرت عبارته في تعليق سابق قريب.
(٧) لمراجعة ما نقله أبو حيان من خط ابن الباذش ينظر: منهج السالك (ص ٣٣٠)، والتذييل والتكميل (٤/ ٨١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>