للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والأمر في ذلك قريب ولا يترتب على هذا الخلاف حكم والذي تقتضيه الصناعة أن تكون الإضافة من نصب، قال ابن عصفور: وهو مذهب سيبويه (١).

وقال الشيخ: ظاهر كلام المصنف يدلّ على أنّ الإضافة من رفع (٢) انتهى.

وظاهر كلام المصنف يدلّ على أنّ الإضافة ليست من رفع؛ لقوله: الفاعل معنى ولو أراد أنّها من رفع، لم يقيد الفاعل بالمعنى بل كان يطلق، وههنا تنبيهان:

الأول: يستفاد من قول المصنف في الحدّ: (ثابتا معناها) أنّها للزّمان الدائم، فلا تختصّ بزمان، دون زمان، وقال ولده رحمه الله تعالى - في شرح الألفيّة -:

لا تكون للماضي المنقطع ولا للمستقبل الذي لم يقع، وإنّما تكون للحال الدائم، وهو الأصل في باب الوصف (٣). انتهى.

وما استفيد من كلام المصنّف، وصرّح به ولده هو الحقّ.

ونقل [٣/ ١٥٢] الشيخ عن النّحاة في زمان هذه الصفة أقوالا مختلفة ظاهرها التدافع (٤)، وذكر عن بعضهم الجمع بين قولين منها ظاهري التناقض، على أنّه يمكن رد الأقوال كلّها إلى ما يراه المصنف، لأنّ مقاصد قائليها يمكن أن تكون واحدة، وإن اختلفت عباراتهم، والذي ذكره الشيخ هو أنّ أكثرهم ذهب إلى أنّه لا يشترط أن يكون بمعنى الحال، وأنّ ابن طاهر ذهب إلى أنها تكون للأزمنة الثلاثة، وأنّ السيرافي ذهب إلى أنّها أبدا بمعنى الماضي، وأنّ ابن السراج والفارسي ذهبا إلى أنّها لا تكون بمعنى الماضي (٥)، وذكر أنّ صاحب البسيط ذكر عن بعضهم أنّها -


(١) ينظر الشرح الكبير لابن عصفور (١/ ٤١٦، ٤١٧) وقد جاء فيه: (والدليل على ما ذكره سيبويه من أنّ الإضافة فيه من نصب قوله: وقد جاء في الشعر: حسنة وجهها؛ فباطل أن تكون الإضافة هنا من رفع؛ لأنه لو كان كذلك لوجب أن تكون: حسن وجهها؛ لأن الصفة إذا رفعت الظاهر كانت على حسبه من تذكير وتأنيث وإذا رفعت المضمر كانت على حسبه فدل ذلك على أنه في «حسن» من قولك: مررت بامرأة حسن وجهها؛ ضميرا يعود على «امرأة» ويكون «وجهها» إذ ذاك في موضع نصب) انتهى.
(٢) التذييل والتكميل (٤/ ٨٥٤).
(٣) ينظر: شرح الألفية لابن الناظم (ص ١٧٢).
(٤) ينظر: التذييل (٤/ ٨٦٣).
(٥) قال السيرافي في شرح الكتاب (٢/ ٨١٣): (ولم تقو أن تعمل عمل الفعل؛ لأنها ليست في معنى الفعل المضارع) ثم قال في (ص ٨١٩): (فمن ذلك أن «حسن الوجه» إنّما هو مأخوذ من فعل ماض -

<<  <  ج: ص:  >  >>