للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقال رجل من طيئ:

٢٢٦٣ - ومن يك منحلّ العزائم تابعا ... هواه فإنّ الرّشد منه بعيد (١)

هذا إذا كان متعديا فقد جوز المصنف فيه ذلك أيضا، بشرط السلامة من اللبس، قال: فيقال: زيد ظالم العبيد خاذلهم، وراحم الأبناء ناصرهم، إذا كان له عبيد ظالمون خاذلون، ثمّ قال: قال أبو عليّ في التذكرة: من قال: زيد الحسن عينين؛ فلا بأس أن يقول: زيد الضارب أبوين، والضارب الأبوين، والضارب الأبوان، والأبوان فاعل على قولك: الحسن الوجه، ومثله: الضارب الرجل، إذا أردت الضارب رجله (٢).

قال المصنف: هكذا قال أبو عليّ، ولم يقيد بأمن اللّبس، والأصحّ (٣) أن جواز ذلك متوقف على أمن اللبس، إلّا أنه قال: ويكثر أمن اللبس في اسم فاعل غير المتعدي. انتهى.

فدلّ هذا الكلام منه على أن قوله - في المتن -: إن أمن اللبس، لا يرجع إلى المتعدي فقط، بل إلى اسم الفاعل مطلقا، ولا يتصور لي وجود اللبس في اللازم؛ لأنّ اللبس إنما جاز حصوله في المتعدّي لأن له منصوبا، فربما يظنّ أنّ المعمول المقرون به هو مفعوله الأصلي، إذا لم يكن قرينة تبين أنه غيره، وأما اللازم فلا يتأتّى فيه ذلك، وأنشد المصنف شاهدا على المصوغ من متعدّ: -


- والشاهد فيه - هنا -: «تائب النفس ضارع»؛ حيث قصد ثبوت معنى اسم الفاعل، ولذلك يعامل معاملة الصفة المشبهة حيث أمن اللبس؛ لأن اسم الفاعل فيهما مصوغ من غير المتعدي، فيضاف اسم الفاعل - هنا - إلى ما هو فاعل في المعنى، أو ينصب على التشبيه به؛ لأنه معرفة، ولو كان نكرة نصب على التمييز.
(١) سبق تحقيق هذا الشاهد قريبا.
والشاهد فيه - هنا - قوله: «منحلّ العزائم» على أنّ الصفة المشبهة «منحل» موازنة للمضارع كـ: منطلق اللسان، مع أنها صيغت من فعل لازم، ولذلك أمن اللبس، و «منحل» اسم فاعل قصد به ثبوت معناه، فعومل كالصفة المشبهة.
(٢) التذكرة من كتب أبي علي المفقودة، ولمراجعة ما قاله فيها ينظر: شرح المصنف (٣/ ١٠٥)، والتذييل والتكميل (٤/ ٩٠٩)، ومنهج السالك (ص ٣٥٨).
(٣) في شرح المصنف (٣/ ١٠٤)، والتذييل والتكميل (٤/ ٩٠٩): «والصحيح».

<<  <  ج: ص:  >  >>