للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الثاني: أنّه يجوز دون قبح وهو مذهب سيبويه، ونقل عن الفرّاء (١).

الثالث: أنه يجوز على قبح، وهو مذهب الفارسي، وجماعة من البصريين (٢).

الرابع: التفضيل بين أن يعاقب الضمير «أل» فيجوز إعماله، أو لا يعاقب، فلا يجوز، وهو مذهب ابن الطراوة (٣)، وأبي بكر بن طلحة، فمثال المعاقب:

إنّك والضرب خالدا لمسيء إليه، أي: إنك وضربك خالدا لمسيء إليه، ومثال غير المعاقب: عجبت من الضرب زيدا عمرا، قال (٤) وهذا هو المذهب الصحيح، قال: وفي كلام بعض أصحابنا أنّ الكوفيين منهم من يرى أن المصدر لا يعمل، على كل حال، وما وجد بعده من العمل فبفعل دلّ هو عليه، وذكر أن مذهب الزجاج، والفارسي، والأستاذ أبي علي أنّ إعمال المنوّن أقوى، ومذهب الفارسي أنّ الأحسن المضاف، ثم المنوّن (٥).

وذهب ابن عصفور إلى أن إعمال المقترن بـ «أل» أقوى من إعمال المضاف في القياس (٦)، واختار الشيخ ما اختاره المصنف، من أن إعماله مضافا أحسن من -


(١) ينظر: المساعد لابن عقيل (٢/ ٢٣٤) تحقيق د/ بركات، وفي الكتاب (١/ ١٩٢): (وتقول:
عجبت من الضرب زيدا، كما تقول: عجبت من الضارب زيدا، تكون الألف واللام بمنزلة التنوين، وقال الشاعر:
ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل
وينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٩٤٩)، ومنهج السالك (ص ٣١٣).
(٢) ينظر هذا المذهب في: منهج السالك (ص ٣١٣)، والتذييل والتكميل (٤/ ٩٥٠)، والمساعد لابن عقيل (٢/ ٢٣٥) تحقيق د/ بركات.
وفي الإيضاح لأبي على الفارسي (١/ ١٦٠): (ومثال ما أعمل من المصادر وفيه الألف واللام قولك:
أعجبني الضرب زيدا عمرا، والشتم بكرا خالدا؛ قبيح وأقيس الوجوه الثلاثة في الإعمال الأول - يعني المنون - ثم المضاف، ولم أعلم شيئا من المصادر بالألف واللام معملا في التنزيل) اهـ.
(٣) لمراجعة مذهب ابن الطراوة، وأبي بكر بن طلحة ينظر أيضا: منهج السالك (ص ٣١٣)، والمساعد لابن عقيل (٢/ ٢٣٥) تحقيق د/ بركات.
(٤) أي: قال الشيخ.
(٥) ينظر التذييل والتكميل (٤/ ٩٤٤) وفي الإيضاح للفارسي (ص ١٦٠): (وأقيس الوجوه في الإعمال الأول، ثم المضاف، ولم أعلم شيئا من المصادر بالألف واللام معملا في التنزيل) اهـ.
وينظر: مذهب الزجاج في الهمع (٢/ ٩٣)، ومذهب هؤلاء جميعا في: منهج السالك (ص ٣١٠).
(٦) في الشرح الكبير لابن عصفور (٢/ ٢٦): (وأما المصدر المعرف بالألف واللام فحكمه حكم -

<<  <  ج: ص:  >  >>