للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

عن يمينه؛ كان ابتداء القعود نشأ ملاصقا لأول الناحية (١). انتهى.

والحاصل: أن المصنف جعل «من» إذا دخلت على الأربعة المذكورة وهي: «قبل، وبعد، ولدن، وعن» زائدة، وقد رأيت بحث الشيخ معه في ذلك وجعلها إذا دخلت على «عند، ولدى، ومع، وعلى» [٣/ ١٨٣] لابتداء الغاية. ولقائل أن يقول: لا شك أن «عن، وعلى» يصير كل منهما اسما بمباشرة «من» له فإذا قيل: من عن؛ كانت بمعنى: جانب، وإذا قيل: من على؛ كانت «على» بمعنى: فوق وإذا كان كذلك فلا يظهر وجه للتفرقة بينهما في ما ذكر ويحتاج ذلك إلى تأمل. وقد استشهد على مباشرة «من» لـ «عن» ول «على» بأبيات غير ما أورده المصنف منها قول الشاعر.

٢٣٨٤ - فقلت اجعلي ضوء الفراقد كلّها ... يمينا ومهوى القرط من عن شمالك (٢)

وقول الآخر:

٢٣٨٥ - غدت من عليه تنفض الطّلّ بعد ما ... رأت حاجب الشّمس استوى فترفّعا (٣)

وأما قول الآخر:

٢٣٨٦ - فقلت للرّكب لمّا أن علا بهم ... من عن يمين الخبيّا نظرة قبل (٤)

فهو من إنشادات المصنف في غير هذا الموضع. قيل: وكان القياس أن يقال في «من عليه»: من علاه، كما يقال: من فتاه؛ لأن المقصور من الأسماء لا يتغير مع المظهر والمضمر لما روعي أصلها.

وفي شرح الشيخ: وقد تجرّ «عن» بعلى قال الشاعر:

٢٣٨٧ - على عن يميني مرّت الطّير سنّحا ... وكيف سنوح واليمين قطيع (٥)

-


(١) التذييل (٤/ ٩).
(٢) البيت من الطويل، وكلمة «من» سقطت من الأصل، وقد زدناها ليتم الشاهد. وانظره في شرح المفصل (٨/ ٤٠).
(٣) البيت من الطويل قاله يزيد بن الطثرية وراجع أمالي الشجري (٢/ ٢٩٩)، والتذييل (٤/ ٩) وشرح المفصل (٨/ ٣٨)، والمقتضب (٢ /
٣٢٠)، (٣/ ٥٣).
(٤) من البسيط وينسب إلى القطامي - راجع ديوانه (ص ٧)، والجمل (ص ٧٣)، وجمهرة القرشي (ص ١٥٣) وشرح المفصل (٨/ ٤١)، والمقرب (١/ ١٩٥).
(٥) من الطويل، وفي الأصل: قطوع وانظر التذييل (٤/ ٩)، والدرر (٢/ ٣٧)، والمغني (ص ١٥٠)، والهمع (٢/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>