للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أراد: ولا الحجاج صاحب عين مثل عيني بنت ماء؛ فحذف الأول والثاني والثالث الموصوف به الثاني وأقام مقام الثلاثة الرابع. وقد تكون أسماء مضاف أولها إلى ثانيها، وثانيها إلى ثالثها، وثالثها إلى رابعها، فيحذف الأول والثالث، ويبقى الثاني والرابع قائمين مقامهما فيما كان لهما من الإعراب كقول الشاعر:

٣٠٤٧ - أبيتنّ إلّا اصطياد القلوب ... بأعين وجرة حينا فحينا (١)

أراد: بمثل أعين ظباء وجرة؛ فحذف الأول والثالث وأقام مقامها الثاني والرابع، ومثله قول أبي ذؤيب (٢):

٣٠٤٨ - فإنّك منها والتّعذّر بعد ما ... لججت وشطّت من فطيمة دارها

كمثل الّتي قامت تسبّع سؤرها ... وقالت حرام أن يرحّل جارها (٣)

أراد: تسبع ذا سؤر كلبها؛ ففعل مثل ما فعل قائل البيت الأول. وإلى هذا النوع أشرت بقولي: (وقد يقام مقام مضاف محذوف مضاف إلى محذوف قائم مقامه رابع) [٤/ ٩٥] وأشرت إلى أن أصل مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ (٤): من أثر حافر فرس الرسول؛ بقولي: (وقد يستغنى بمضاف إلى مضاف إلى مضاف إلى رابع). ثم أشرت إلى حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مجرورا وأنه مقيس وغير مقيس. فأما المقيس فما حذف منه مضاف مذكور قبله مثله لفظا ومعنى بشرط كون المحذوف بعد عاطف منفصل بـ «لا» وغير منفصل كقولهم: ما كلّ سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة (٥)، وما مثل أبيك وأخيك يقولان ذلك، وكقوله:

٣٠٤٩ - أكلّ امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقّد باللّيل نارا (٦)

-


(١) من المتقارب. الارتشاف (٢/ ٥٣٠)، والتذييل (٧/ ٢٦٢).
(٢) خويلد بن محرث من بني هذيل شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام أشعر هذيل شهد دفن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (ت: ٢٧ هـ). الأعلام (٢/ ٣٧٣)، والشعر والشعراء (٢/ ٦٥٣).
(٣) من الطويل، أنشده الفارسي. التذييل (٧/ ٢٦٢)، والكافية الشافية (٢/ ٩٧٣)، واللسان:
«سبع». هذا ويروى: «أميمة» موضع «فطيمة».
(٤) سورة طه: ٩٦.
(٥) مثل يضرب في موضع التهمة. الفاخر (١٩٥)، ومجمع الأمثال (٢/ ٢١٠).
(٦) من المتقارب لأبي داود الإيادي، أو عدي بن زيد. ديوان أبي داود (٣٥٣) والتصريح (٢/ ٥٦)؛ والكتاب (١/ ٣٣)، والهمع (٢/ ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>