للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأحكام التي ذكروها.

ويدل على هذا قول المصنف في حدّه أنه المستقل بمقتضى العامل تقديرا. وقد صرح سيبويه رحمه الله بأن العامل فيه هو العامل في المبدل منه (١) وإذا كان كذلك فليس قولنا: يا أيها الرجل غلام زيد إذا جعل غلام زيد بدلا في تقدير جملتين بل الكلام جملة واحدة.

وأما المسألتان الرابعة والخامسة: وهما أيّ الرجلين زيد وعمرو أفضل، وكلا أخويك زيد وعمرو قال ذلك، فمباشرة أي لزيد وعمرو وكلا لزيد وعمرو أيضا ممتنع من غير جهة البدلية كما هو ممتنع من جهتها. فإضافة أي وكلا لزيد وعمرو ممتنعة على الإطلاق لما علم في باب الإضافة وإنما يذكر هنا ما يكون امتناعه من جهة البدلية خاصة أما ما كان ممتنعا لغير ذلك فلا مدخل له في هذا الباب.

وأما المسألة السادسة: وهي يا زيد هذا فلم يظهر لي وجه امتناع البدلية فيها.

وأما المسألة السابعة: فقد تقدم بيان وجه امتناع البدلية فيها. وإذا حقق علم أن الامتناع إنما هو من جهة أخرى غير جهة البدلية.

وأما المسألة الثامنة: وهي أن يتبع موصوف أي في النداء بمنون نحو: يا أيها الرجل زيد فلم يظهر لي تخصيصه ذلك بكون المتبوع موصوف أي لأنك لو قلت:

يا زيد زيد بالتنوين لم يكن زيد بدلا أيضا ثم هذه المسألة تعرف من قول المصنف:

إلّا إذا قرن بأل بعد منادى فإن العلة فيه إنما هي عدم صحة مباشرة مصحوب «أل» حرف النداء وكما أن حرف النداء لا يباشر مصحوب أل هكذا. لا يباشر المنون.

وأما المسألة التاسعة: فهي داخلة تحت قول المصنف (إلّا إذا قرن بأل بعد منادى) وأنشد المصنف في شرح الكافية البيت المشهور وهو:

٣١٨٥ - إنّى وأسطار سطرن سطرا ... لقائل يا نصر نصرا نصرا (٢)

-


(١) الكتاب (١/ ١٥٠) وقد سبق مثل ذلك عند أول باب التابع، وينظر المقتضب (٤/ ٣١٥).
(٢) رجز لرؤبة - ملحقات ديوانه (١٧٤)، والأصول (١/ ٤٠٧)، والخصائص (١/ ٣٤٠)، العيني (٤/ ١١٦)، والكتاب (١/ ٣٠٤)، والمقتضب (٣/ ٢٠٩)، والهمع (٢/ ١٢١). وقيل: إنه يعني بالأسطار: آيات الكتاب الحكيم، والبيت - كذلك - في شرح الكافية الشافية (٤٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>