للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٣٢٦٢ - وإنّي متى ما أدع باسمك لا تجب ... وكنت جديرا أن تجيب فتسمعا (١)

وقول الآخر:

٣٢٦٣ - ويعزر أناسا عزة يكرهونها ... فنحيا كراما أو نموت فنقتل (٢)

أي: أو نقتل فنموت. ثم أجاب عن ذلك بأن قال: ليس المراد فتعاطى الذنب فعقر، بل يمكن أن يكون المراد: فتعاطى السبب فعقر، وليس المراد به ثم تدلى فدنا بتدليه بل المراد ثم دنا فبقى بعد الدنو متدليا، والتدلي هو التعلق في الهواء وليس المعنى على أنهم عقروا وكذبوا بعد العقر، بل المعنى فكذبوه في أنها آية وحملهم التكذيب بكونها آية على عقرها. قال: والمراد بقوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ: ومن يظهر في صحيفته مثقال ذرة من الخير يره. قال: وأما قول الشاعر:

أن تجيب فتسمعا، فالمراد منه أن تجيب فيتبين من ذلك أنك قد سمعت دعائي باسمك، ويكون ذلك نظير قولهم: من يقتصد في نفقته فهو عاقل إذ المراد فقد ظهر عقله بذلك ولو لم يكن التقدير كذلك لزم أن يكون جواب الشرط

متقدما عليه؛ لأن عقله قبل اقتصاده وذلك باطل قال: وأما قوله تعالى: إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ .... الآية فقال ابن جني: معناه إذا عزمتم وتهممتم بها. قال: فليس الغرض والله تعالى أعلم في قمتم النهوض والانتصاب الذي هو ضد القعود. وقال أبو سعيد: إذا أردتم القيام إلى الصلاة (٣). قال: وأما قول الآخر: فنحيا كراما أو نموت فنقتل فإنه أراد بقوله نموت نقارب أسباب الموت. وذكر في الشرح المذكور (٤) أدلة أخر أيضا استدل بها القائلون بأن ثم لا تقتضي الترتيب وهي قوله تعالى: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ (٥)، ثم قال تعالى:

ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ (٦) لأن السماء مخلوقة قبل الأرض بدليل قوله تعالى: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٧) إلى أن قال تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٨). -


(١) البيت من الطويل لمتمم بن نويرة - الارتشاف (ص ١١٥٧)، والعقد الفريد (٢/ ١٧).
(٢) البيت من الطويل - التذييل (٤/ ١٥٥).
(٣) معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/ ١٦٦).
(٤) يريد: شرح الإيضاح.
(٥) سورة فصلت: ٩.
(٦) سورة فصلت: ١١.
(٧) سورة النازعات: ٢٧.
(٨) سورة النازعات: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>