للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإذا استعمل مصدرا نائبا مناب الفعل بقي على إعرابه وذلك نحو قولك: رويدا زيدا، ويجوز إذ ذاك إضافته إلى الفاعل فيقول: رويدك زيدا، وإلى المفعول حكي من كلامهم (١): رويد نفسه، وفي النصب به خلاف، فمنهم من منع ومنهم من أجاز، حجة المانع: تصغيره لأن التصغير يمنع الأسماء العاملة من العمل لكونه من خواص الأسماء

وإلى ذلك ذهب المبرد (٢)، وأما المجيزون فاختلفوا في سبب إعماله فقال الفارسي (٣): إنه إنما عمل وهو مصغر حملا على «رويد» اسم الفعل وهذا منه دليل [٥/ ٣١] أنه يمنع إعمال المصدر المصغر.

وأما ابن خروف وأبو بكر بن طاهر فإنهما يجيزان (٤) عمل المصدر مصغرا، وإن كانا يمنعان عمل اسم الفاعل المصغر مستدلين بأن المصغر لم يعمل لشبهه بالفعل وإنما عمل لوضعه موضعه فلم يقدح التصغير في إعماله لأنه لم يعمل للشبه كما عمل اسم الفاعل، وهذا المذهب هو الصحيح عندي (٥)، ولا فرق بين «رويد» وغيره من المصادر المصغرة بالنسبة إلى العمل (٦).

وكذلك (٧) إذا استعمل صفة لمصدر أو حالا كان معربا أيضا إذ لا موجب لبنائه: فمثال استعماله صفة للمصدر قولك: ساروا سيرا رويدا (٨) وفيه خلاف:

منهم من زعم أن «رويدا» الموصوف به هو الذي استعمل مصدرا إلا أنه وصف به فوقع موقع «مرود» كما وصفوا بـ «رضا» فقالوا: رجل رضا أي: مرضيّ، -


- وحيّهلك وكقولهم النجاءك، وقال: فهذه الكاف لم تجئ علما للمأمورين والمنهيين المضمرين ولو كانت علما للمضمرين لكانت خطأ وانظر اللسان (رود).
(١) قال في الكتاب (١/ ٢٤٥): «وحدّثنا من لا نتهم أنه سمع من العرب من يقول: رويد نفسه جعله مصدرا كقوله: فَضَرْبَ الرِّقابِ، وانظر التذييل (٦/ ١٧٧).
(٢) انظر المقتضب (٣/ ٢٠٨، ٢٠٩).
(٣) انظر المسائل الحلبيات للفارسي (ص ٢١٢) تحقيق د/ حسن هنداوي، طبعة ١، ١٩٨٧ م، دمشق، بيروت. وانظر شرح المقرب (المنصوبات: ص ٢٦٩)، وانظر التذييل (٦/ ١٧٨).
(٤) انظر التذييل والتكميل (٦/ ١٧٨) رسالة.
(٥) المتكلم هو ابن عصفور وانظر التذييل (٦/ ١٧٨).
(٦) انظر التذييل (٦/ ١٧٨).
(٧) قوله «وكذلك» معطوف على قوله فيما مضى: وإذا استعمل مصدرا نائبا مناب الفعل بقي على إعرابه وذلك نحو قولك: رويدا زيدا.
(٨) انظر الكتاب (١/ ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>