(٢) هذا البيت من الرجز. الشرح: فداء: مصدر فديته فداء، فإن رفعته فعلى ظاهر الكلام تجعل نفسي ابتداء - وذلك على رواية: «نفسي فداء لك» - وفداء خبره، وأما من كسر فداء فإنه أراد الأمر (يريد اسم فعل أمر)، ولحق التنوين بعد الكسر علما على التنكير، يريد: افد فداء، ولو كسر بلا تنوين لقصد المعرفة كأنه قال: افد الفداء، وقوله: أجره الرمح يريد: اطعنه في فيه لأن الإجراء: الطعن في الفم، تهاله نهي وهو مجزوم بلا وكان القياس (تهله) بسكون اللام للجزم، وحذف الألف قبلها لالتقاء الساكنين فأثبت الألف، وفتح اللام على أحد وجهين: إما أن يكون أراد النون الخفيفة ثم حذفها، وإما أن يكون حرك اللام لالتقاء الساكنين هي والألف ولم يحذف الألف لأنه جعل التحريك بدلا من حذفها، واستحب الفتحة إتباعا للألف، وهذا قول كثير من النحويين، وكلاهما جيد والوجه الأول أشبه، والهاء في (تهاله) للسكت وهو من هالني الأمر يهولني هولا: أفزعني. والشاهد فيه قوله: «إيه» حيث جيء به منونا لما قصد تنكيره. وانظر البيت في المقتضب (٣/ ١٦٨)، والنوادر (ص ١٦٣)، والبيت في الأصول لابن السراج (٢/ ١٤٥) والمسائل العسكرية للفارسي (ص ٢٧٩) وابن يعيش (٤/ ٧٢) والتذييل (٦/ ١٨٩) والرواية فيه: ويها فداء لك، واللسان (فدى) والرواية فيه: مهلا فداء لك. (٣) انظر التذييل (٦/ ١٨٧). (٤) هذا شطر بيت من البسيط وذكره ابن هشام في شرح شذور الذهب (ص ١١٨، ١١٩) وقال: ليس بعربي، وقد شرح الشيخ محمد محيي الدين هذا الشاهد في كتابه: (منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب) (ص ١١٨، ١١٩) وقال: «نسبوا هذا الشاهد لابن الأثير ولم يعينوا واحدا، فإنهم ثلاثة رجال من أفذاذ العلماء: أحدهم محدث وثانيهم مؤرخ وثالثهم أديب كبير، وثلاثتهم لا يحتج بشعرهم ولا بنثرهم على شيء من قواعد اللغة، وقد عثرت على بيت صدره هذا الشاهد وعجزه قوله: إنّ الحديث عن الأحباب أسمار انتهى. والبيت شاهد على استعمال «إيه» متعديا مع أن الفعل الذي ناب هو عنه لازم فكان حق اسم الفعل أن يكون لازما ولا يتعدى بنفسه. والبيت في خزانة البغدادي (٣/ ١٩). و «نعمان» بفتح النون: اسم واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات.