للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والمعنى في البيت: بعد ما خصفن بآثار قوائم المطي آثار الحوافر» انتهى (١)، وعلى هذا لا يكون «أولى» اسم فعل، قلت: وهو الظاهر.

ومنها «دهدرّين»: اسم لـ «بطل» (٢)، وفي الأمثال: «دهدرّين سعد القين» (٣) و «سعد» مرفوع به أي بطل سعد القين، و «دهدرّين» تثنية لا تشفع الواحد وإنما هي توكيد، كأنه قيل: بطل بطل، وقيل: الدّهدر والدّهدن الباطل، وأصله أن القين مضروب به المثل في الكذب، ثم إن قينا ادعى أن اسمه سعد زمانا ثم تبين أن دعواه كاذبة فقيل له ذلك أي جمعت باطلين يا سعد. فـ «دهدرّين» نصب بفعل مضمر وهو «جمعت» و «سعد» منادى مفرد، و «القين» صفة له، ذكر الشيخ ذلك في الارتشاف (٤).

ولا شك أن كون «دهدرّين» مفعولا بفعل مضمر أقرب وأولى بل هو المتعين إذ لا يتعقل فيه كونه اسم فعل.

ومنها «دع»: وهي لا يخاطب بها إلا العاثر فيقال له إذا عثر: دع أي قم وانتعش، فمن لم ينون جعله معرفة، ومن نون جعله نكرة، ومثلها: «دعدعا» و «لعا» إلا أنهما لم يستعملا إلا نكرة.

ومنها «النجاء»: وهو اسم لـ «انج» وتلحقها الكاف حرف خطاب فتقول:

النّجاءك (٥).

ومنها «فداء» تقول: فداء لك فلان: تقول العرب: فداء لك أبي وأمي، الأصل:

جعل الله أبي وأمي فداءك وجعل الله فلانا فداءك، ثم جعل أمرا لذلك المفادى فقيل: -


- والشاهد فيه: أن «أولى» علم للوعيد وليس اسم فعل، والبيت في المفضليات للضبي (ص ٣٠٦) والخصائص (٢/ ٣٠٦)، وشرح المفضليات للتبريزي (ص ١٠٧٥)، واللسان (حفر)، و (خصف).
(١) أي ما نقله الشيخ أبو حيان عن صاحب البسيط (التذييل: ٦/ ٢١٢).
(٢) في التذييل (٦/ ٢١٢): «اسم للباطل» وانظر اللسان (دهده).
(٣) المثل ذكره الميداني في مجمع الأمثال (١/ ٤٦٨) وقال: «هذا مثل قد تكلم فيه كثير من العلماء» وذكر فيه كلاما كثيرا يمكن أن يراجع. وانظر المثل في المستقصي (٢/ ٨٣) المثل رقم (٣٠١) واللسان (قين) و (دهده).
(٤) انظر الارتشاف (٣/ ٢٠٧)، تحقيق د/ مصطفى النماس ط. ١، سنة ١٩٨٩ م.
(٥) انظر التذييل (٦/ ٢١٣) واللسان (نجا).

<<  <  ج: ص:  >  >>