للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأما المضارع فالمسموع لمباشرتها إياه أسباب: أن يلي أداة طلب، وأن يلي «ما» الزائدة الجائزة الحذف في الشرط، وأن يلي «ما» الزائدة في غير الشرط ولا النافية وأن يلي «لم» والتقليل المكفوف بـ «ما» والشرط المجرّد من «ما» فهذه أسباب أربعة:

الأول: أن يلي الفعل أداة طلب، فتشمل هذه العبارة ما صاحب ما يقتضي طلبا من لام أمر أو لا نهي أو دعاء أو

تحضيض أو عرض أو تمن أو استفهام، فمثال الأمر والنهي قول الأعشى أنشده سيبويه (١):

٣٦٥٧ - وإيّاك والميتات لا تقربنّها ... ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا (٢)

ومثال الدعاء قول ابن رواحة (٣) - رضي الله تعالى عنه:

٣٦٥٨ - والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا (٤)

-


- قسما على المصدر المؤكد به معنى اليمين، وقوله: فأقدر وهي رواية الديوان، أي قدر بخطوك، والذرع قدر الخطو، وهذا مثل، والمعنى: لا تكلف نفسك ما لا تطيق مني بتوعده بذلك وكذلك قوله: وانظر أين تنسلك والانسلاك: الدخول في الأمر، وأصله من سلوك الطريق، والمعنى: لا تدخل نفسك فيما لا يعنيك ولا يجدي عليك.
والشاهد في البيت: دخول نون التوكيد الحقيقة في «تعلم» بمعنى اعلم، والبيت في الكتاب (٣/ ٥٠٠) (هارون)، والمقتضب (٢/ ٣٢٣) والتذييل (٦/ ٢٤٩) والخزانة (٢/ ٤٧٥).
(١) انظر الكتاب (٣/ ١٠٥).
(٢) هذا البيت من الطويل: وهو للأعشى (ديوانه ص ١٠٣) والرواية في الديوان:
فأياك والميتات لا تقربنها ... ولا تأخذن سهما جديدا لتفصدا
وذا النّصب المنصوب لا تنسكنّه ... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
الشرح: قوله فإياك والميتات يريد به أن الميتة محرم أكلها وإنما ذكر ما يدعو إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم وكان مدحه بهذه القصيدة وذكر فيها ما جاءت به الشريعة وأراد أن يلحق به ويسلم فمنعته قريش.
والشاهد فيه: دخول نون التوكيد الثقيلة على المضارع المنهي بلا في قوله «لا تقربنها» والنون الخفيفة على الأمر في قوله: فاعبدا، وأبدلت ألفا في الوقف. وانظر أمالي الشجري (١/ ٣٨٤)، (٢/ ٢٦٨) والإنصاف (٦٥٧) وابن يعيش (٩/ ٣٩) والمغني (ص ٣٧٢) والعيني (٤/ ٣٤٠) والهمع (٢/ ٧٨) والدرر (٢/ ٩٥) وشرح التصريح (٢/ ٢٠٨)، والأشموني (١/ ٢٢٦).
(٣) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري من الخزرج، صحابي يعد من الأمراء والشعراء الراجزين توفي سنة ٨ هـ. انظر الأعلام (٤/ ٨٦).
(٤) هذا رجز قائله عبد الله بن رواحة كما ذكر المؤلف وكما في الكتاب (٣/ ٥١١) وقيل أنه لكعب بن -

<<  <  ج: ص:  >  >>