للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأنشد غير سيبويه:

٣٦٦٤ - ألا ليت شعري ما يقولن فوارس ... إذا حارب الهام المصيّح هامتي (١)

وقد دخلت أيضا في الفعل بعد «أم» الواردة بعد الجملة المستفهم عنها بـ «هل» قال الشاعر:

٣٦٦٥ - يا أيّها القلب هل تنهاك موعظة ... أم يحدثن لك طول الدّهر ننسيانا (٢)

السبب الثاني: أن يلي الفعل «ما» الزائدة الجائزة الحذف في الشرط، والمراد بذلك فعل الشرط الواقع بعد «إمّا»

كقوله تعالى: فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ... الآية الشريفة (٣)، وقوله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ * (٤)، وقوله تعالى:

فَإِمَّا تَرَيِنَّ (٥)، فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ (٦)، وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ (٧)، وأما قول المصنف: «الجائزة الحذف» فقال الشيخ (٨): «إنه احتراز من نحو حيثما» قال: «فظاهر كلامه أن النون لا تدخل بعد حيثما لأن «ما» لا يجوز حذفها منها وليس كذلك، قال سيبويه (٩): ومثل ذلك: حيثما تكونن آتك، لأنها سهّلت الفعل أن يكون مجازاة» انتهى.

وأقول: إن الذي ذكره الشيخ لا يمكن أن يكون مراد المصنف لأنه قد نص في شرح الكافية (١٠) على أن النون تدخل بعد «حيثما» وأورد المثال الذي ذكره الشيخ -


(١) هذا البيت من الطويل ولم أهتد إلى قائله.
الشرح: الهامة طائر تزعم العرب أنه إذا قتل الرجل فلم يدرك بثأره يخرج من قبره فلا يزال يصيح: اسقوني فلا يزال على ذلك حتى يقتل قائله. والاستشهاد بالبيت: على أن التوكيد بعد الاستفهام لا يختص بهل والهمزة خلافا لمن خصه بهما. والبيت في التذييل (٦/ ٢٥٠) والهمع (٢/ ٧٨) والدرر (٢/ ٩٧).
(٢) هذا البيت من البسيط نسبه أبو حيان إلى سوار بن المضرب، واستشهد به: على أن نون التوكيد الخفيفة دخلت على الفعل بعد «أم» الواردة بعد الجملة المستفهم عنها بـ «هل». والبيت في التذييل (٦/ ٢٥١) ديوان الحماسة (٢/ ١٠٨).
(٣) سورة غافر: ٧٧.
(٤) سورة الأعراف: ٢٠٠، وسورة فصلت: ٣٦.
(٥) سورة مريم: ٢٦.
(٦) سورة الزخرف: ٤١.
(٧) سورة الأنعام: ٦٨.
(٨) انظر التذييل (٦/ ٢٥١).
(٩) انظر الكتاب (٣/ ٥١٨).
(١٠) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>