للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومن الشواهد على ذلك أيضا قول الآخر:

٣٦٧٠ - فإمّا تريني كابنة الرّمل ضاحيا ... على رقّة أحفى ولا أتنعّل (١)

وقال الآخر:

٣٦٧١ - زعمت تماضر أنّني إمّا أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلّتي (٢)

-


(١) هذا البيت من الطويل، وقائله هو الشنفرى الأزدي من قصيدته المشهورة لامية العرب التي مطلعها:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى أهل سواكم لأميل
وقبل البيت المستشهد به:
إذا وردت أصدرتها ثم إنها ... تثوب فتأتي من تحيت ومن عل
الشرح: ابنة الرمل: الحية وقيل: الوحشية وهي الرياح التي تدخل تحت الثياب من قوتها وضاحيا: بارزا، وعلى رقة: أي رقة حال، ويروى «رقبة» أي مراقبة والحفا المشي بغير خف ولا نعل وجواب الشرط في البيت بعده وهو:
فإني لمولى الصبر أجتاب بزّه ... على مثل قلب السّمع والحزم أفعل
والمعنى: إنني إذا كنت بارزا كالحية أو الريح مع مراقبتي ورقة حالي؛ فإني رجل الصبر ووليه وصاحبه. أتصرف فيه كما أرى وقلبي كقلب السّمع (ولد الذئب من الضبع) في القوة والثبات وتصرفي يكون بحزم دائما. انظر البيت في لامية العرب (ص ٦٥) وذيل الأمالي للقالي (ص ٢٠٥) والتذييل (٦/ ٢٥٣) والأشموني (٣/ ٢١٦).
والشاهد فيه: قوله فأما تريني حيث لم يؤكد الفعل بالنون مع وقوعه بعد إما الشرطية وهذا قليل.
(٢) هذا البيت من الكامل وهو لسلمان أو سلمى بن ربيعة الضبي كما في النوادر (ص ٣٧٤).
الشرح: تماضر امراته وكانت فارقته عاتبة عليه في استهلاكه المال وتعريضه النفس للمعاطب فلحقت بقومها فأخذ هو يتلهف عليها ويتحسر في أثرها وأثر أولاده منها وتماضر: تفاعل والتاء زائدة لا أصل إذ هو من مضر، وهو منقول من فعل مضارع كما سميت المرأة: تكتم وتكني، وهو إما أن يكون مأخوذا من اللبن الماضر وهو الحامض وقيل: الأبيض فكأنه من ماضرت الرجل: إذا سقته وسقاك اللبن، وإما أن يكون من مضر كأنه من ماضرته إذا ناسبته إلى مضر أو من قولهم: عيش مضر أي ناعم، وقيل: أن التاء في تماضر فاء وإنما لم يصرف هذا الاسم لما فيه من التعريف والتأنيث لأنه بوزن فعاعل فتماضر إذا كقراقر وعذافر، وقوله «زعمت تماضر أنني» يتردد بين الشك واليقين ههنا يريد به الظن و «أنني» مع معموليها نائب عن مفعوليه، يقول: ظنت هذه المرأة أنه إن نزل بي حادث قضاء الله تعالى سد مكاني ورم ما يتشعث من حالها بزوالي أبناؤها الأصاغر ويريد بهذا الكلام التوصل إلى الإبانة عن محله وأنه لا يغني غناؤه من الناس إلا القليل وأبينوها: تصغير أبناء وإما جمع أبين مصغر أبناء كأعمى وإما جمع أبين مصغر أبن بفتح الهمزة وهو جمع ابن بكسرها وإما جمع أبين مصغر ابن بجعل همزة الوصل قطعا وإما مصغر ابنين على غير قياس. اه. ملخصا من خزانة البغدادي (٣/ ٤٠٠: ٤٠٤).
والشاهد في البيت: قوله «إما أمت» حيث إنه لم يؤكد الفعل بالنون مع وقوعه بعد «أما» الشرطية وهو جائز قليل. وانظر في أمالي الشجري (١/ ٤٣)، و (٢/ ٦٩)، وابن يعيش (٩/ ٥)، والنوادر (ص ٣٧٤)، وشرح الكافية للرضي (٢/ ١٨٣)، والخزانة (٣/ ٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>