للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كل واحد منهما يعطي ما لا يعطيه الآخر فكان الحكم للمتقدم. انتهى.

وعلى هذا الذي تقرر جاء قول الحماسي:

٣٨٢٠ - لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا

إذن لقام بنصري معشر خشن ... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا (١)

فذكر جواب «لو» (٢) وحذف جواب «إذن».

ومنها: أن الذي قاله المصنف وهو أن «إذن» معناها: الجواب والجزاء هو مذهب سيبويه (٣)، لكن الفارسى (٤) فهم من كلام سيبويه أنها تارة تكون للجواب فقط وتارة تكون للجواب والجزاء: فمعناها اللازم لها الجواب، وأما الجزاء فتارة يوجد معها، وتارة لا يوجد، فمثال ما هي فيه جواب محض أن يقول القائل:

أحبّك، فتقول: إذن أظنك صادقا، فهذه لا يتصور فيها الجواب إذ لا يقدر: إذا أحببتني أظنك صادقا، ومثال ما هي فيه للجزاء مع الجواب - وذلك هو الكثير فيها - أن يقول القائل: أزورك فتقول: إذن أحسن إليك، فإن المعنى: إذا زرتني أحسنت إليك، قالوا: ونظير ذلك أن سيبويه قال في نعم: إنها عدة وتصديق (٥)، وإنما ذلك باعتبار حالين؛ لأنها تكون عدة في المستقبل، وتصديقا في الماضي.

ولا شك أن الذي قاله الفارسي هو الظاهر، والمنقول عن الشلوبين (٦) أنه يرى أن -


(١) هذان البيتان من البسيط قالهما قريط بن أنيف من بلعنبر حين أغار ناس من بني شيبان عليه فأخذوا له ثلاثين بعيرا فاستنجد قومه فلم ينجدوه فأتى مازن تميم فركب معه نفر فاطردوا لبني شيبان مائة بعير ودفعوها إليه، وقوله: لم تستبح: الاستباحة: اتخاذ الشيء مباحا، وبنو اللقيطة: نسبهم إلى أمهم ذمّا، أراد أنها نبذت فلقطت فليس لها أصل يعرف، و «خشن» جمع أخشن أو خشن، والحفيظة: الغضب في الشيء الذي يجب عليك حفظه، واللوثة بالضم: الضعف، وبالفتح: الشدة.
والشاهد في قوله: «إذن لقام» حيث ذكر جواب «لو» وحذف جواب «إذن» ولذلك قرنه باللام.
والشطر الأول من البيت الثاني في شرح الكافية للرضي (٢/ ٢٣٦) وديوان الحماسة للتبريزي: (١/ ٧٠٥) والخزانة (٣/ ٥٦٩) وحاشية الأمير على المغني (١/ ٢٠).
(٢) ولذلك قرنه باللام.
(٣) انظر: الكتاب (٤/ ٢٣٤).
(٤) انظر: شرح الألفية للأبناسي (٢/ ٢٧٠)، والهمع (٢/ ٦).
(٥) انظر: الكتاب (٤/ ٢٣٤).
(٦) انظر: التوطئة (ص ١٤٥)، والهمع (٢/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>